قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحات لرؤساء كبري تحرير الصحف الكويتية: إن الشعب المصرى رفض في 30 يونيو سيطرة التيارات الدينية لرؤيتها الطائفية، والسلام بالنسبة لمصر خيار إستراتيجي.
وعن المعركة ضد الإرهاب في سيناء والوضع الأمني في مصر قال الرئيس السيسي: “هناك تحسن ملموس يشعر به الجميع ونحمد الله على ذلك”، معربا عن الشكر “لأبناء مصر الأشداء الأوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية”.
ووجه الرئيس السيسي تحية من القلب لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم، مشيرا إلى أن هذه التضحيات “الغالية من هؤلاء الأبطال هي السبب الأساسي للتحسن الذي يحدث ويستمر إن شاء الله، وهو ما يدركه الشعب المصري العظيم الذي يقف وراء قواته المسلحة والشرطة ويدعمهما بلا حدود”.
وقال السيسي مخاطبا الوفد الصحفي: “أنتم تعلمون أن هناك منبعا واحدا للفكر الإرهابي المتطرف، وهو فكر غير قابل للحياة والجماعات الإرهابية تتناوب الأدوار من مرحلة لأخرى”.
وأكد أن لمصر وقيادتها “موقفا واضحا” في التعامل مع هذا الأمر في أنه “لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين أو يروعهم أو يرهبهم، ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة”.
وشدد على أن هذه “قناعة شعب مصر التي أكدها أكثر من مرة” مضيفا: “وأنا حريص على تأدية هذه الأمانة”.
وحول مسيرة التنمية والأوضاع الاقتصادية في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها مصر قال الرئيس السيسي: “لقد نجحنا بفضل الله وبشهادة المؤسسات الدولية في تحقيق العديد من الإنجازات خلال فترة زمنية قياسية، حيث تم ولا يزال جاريا بناء العديد من المدن الجديدة”.
وأضاف أن هناك مشروعات ضخمة للإسكان منها مليون شقة للإسكان الاجتماعي، فضلا عن نقل نحو 200 ألف أسرة من المناطق العشوائية وغير الآمنة إلى مجمعات سكنية متكاملة ومساكن حضارية تتوافر فيها جميع الخدمات.
وتابع: إن هذا “عمل غير مسبوق ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر أننا استطعنا مساعدة مواطنينا الذين عانوا طويلا من ظروف الحياة غير الكريمة التي لا تليق بنا”.
ووجه الرئيس السيسي دعوة للوفد الصحفي الكويتي لزيارة هذه المجمعات السكنية المتكاملة في أحياء (الأسمرات) و(المحروسة) و(روضة السيدة) بحي السيدة زينب وغيرها من مشروعات تطوير المناطق الخطرة وغير الآمنة، ليشاهدوا بأنفسهم حجم الإنجاز الذي تحقق على الأرض”.
وقال: “بالإضافة إلى ما سبق فقد نجحنا كذلك في إعادة تأهيل البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وتطوير قدراتنا على إنتاج الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات إنشاء محطات المعالجة الثلاثية للمياه”.
وأضاف أنه جرى كذلك “تطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية والجوية وتنفيذ العديد من مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي وإنشاء العديد من المناطق الصناعية وتطوير محور قناة السويس فضلا عن إصلاح التشريعات المنظمة لعملية الاستثمار لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار”.
وأشار الرئيس السيسي إلى مضي الدولة قدما في عملية إصلاح اقتصادي “جادة ومدروسة كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعي وإدراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر”.
وأكد أن عملية الإصلاح الاقتصادي “بدأت تؤتي ثمارا يشير إليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية” ومنها معدل نمو بلغ في العام المالي (2017 / 2018) نحو 3ر5 بالمائة، وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة إلى أقل من 10 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي.
وتطرق الرئيس السيسي إلى مرحلة ما بعد إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية عام 2018، مبينا أنها شملت بجانب الاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم بمختلف مراحله من خلال خطة تشمل التعليم الأساسي وما قبل الجامعي “على نحو يحدث لأول مرة في مصر”.
وأفاد أنه بالنسبة للتعليم الجامعي سيتم عقد توءمة للجامعات المصرية مع أفضل جامعات العالم، بهدف نقل الخبرات وبناء قاعدة جامعية علمية حديثة في مصر.
وبالنسبة للصحة أشار الرئيس السيسي إلى تطورات المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، والذي بدأت أولى مراحله من خلال تنفيذ المبادرة الضخمة للقضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي تستهدف نحو 50 مليون مواطن مصري في جميع أنحاء الجمهورية.
وفيما يتعلق برؤيته لدور الشباب في التنمية في ظل ما توليه الدولة من اهتمام لقضايا هذه الفئة من المجتمع، قال الرئيس السيسي إن “هناك حقيقة واضحة ولها مغزى مهم بالنسبة للهرم السكاني في مصر، وهي أن الشباب يمثل النسبة الأكبر من عدد السكان”.
وأضاف أن ذلك يعني أن مصر “مجتمع شاب متدفق بالحماس والقوة وهو ما يلهمنا للاستفادة من هذه الطاقة العظيمة في بناء الوطن وتحقيق أحلام الشباب في وطن حر متقدم يوفر لأبنائه فرصا متساوية في الحياة الآمنة الكريمة”.
وتابع: “ولذلك فإننا مهتمون بالتواصل مع الشباب سواء من خلال مؤتمرات الشباب التي تمثل منصة فريدة في مصر ليتواصل الشباب مع كبار مسئولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية.. أو من خلال آليات يجرى تطويرها باستمرار مثل البرنامج الزمني لتأهيل الشباب للقيادة والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب”.
وشدد على أنها “تجربة غير مسبوقة في مصر وربما في المنطقة” تهدف لإعداد قيادات رفيعة المستوى من الشباب يستطيع قيادة الوطن لأجيال كثيرة مقبلة.
وقال: “فضلا عن ذلك هناك تمكين للشباب لتولي مناصب كانت في الماضي حكرا فقط على كبار السن” مبينا أن هناك “الآن شبابا في مناصب مساعدي الوزراء ونواب المحافظين بل ومحافظين أيضا”.
وعن إستراتيجية مصر إزاء التعامل مع (سد النهضة) الأثيوبي قال الرئيس السيسي إن “إستراتيجيتنا هي التعاون والتعاون البناء وترسيخ الثقة المتبادلة.. عملنا معا لسنوات وتم التقدم في مسارات ونأمل أن يتم على جميع المسارات وأرسينا إطارا قويا للثقة والتعاون”.
وأكد العلاقات الطيبة “للغاية” التي تربط القيادة المصرية مع رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد آبي أحمد “وهناك تواصل مستمر ونأمل أن تتقدم الأمور بين الأجهزة الفنية المعنية بحيث يتم تحقيق رؤية القيادتين السياسيتين في مصر وإثيوبيا، وهي ضمان حق شعب مصر في الحياة وحق شعب إثيوبيا في تحقيق التنمية “مشددا على أن هذا هو التزام مصر” وهو ما نعمل على تحقيقه.