منذ حادث 11 سبتمبر عام 2001 فى أمريكا، بحث الكاتب الأمريكى بيتر بيرجن، فى ملابسات الأحداث الإرهابية التى حدثت منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا من خلال التحقيقات والتقارير، التى تتهم 330 شخصًا فى الولايات المتحدة باشتراكهم فى الجرائم الإرهابية الجهادية، وقدمت هذه التقارير فى الوقت المناسب من خلال كتابه الجديد، “الجهاد فى الولايات المتحدة”.
واستعرض بيتر العديد من الافتراضات عن هؤلاء المسلحين، التى توضح أن معظم الجهاديين فى الولايات المتحدة من الشباب الذين ليس لديهم أى من الالتزامات العائلية، ولذلك قرروا اللجوء إلى الإرهاب، ووفقًا لبحث كتاب بيرجن، كان متوسط أعمارهم 29 عامًا.
واعتمد بيرجن فى كتابة على العديد من الشبكات الواسعة من خلال الاتصالات بالمخابرات، ومركز مكافحة الإرهاب ومكتب التحقيقات الفيدرالى للشرطة بنيويورك، وتمكن الكاتب بيتر من تقديم نظرة من الداخل على التكتيكات المثيرة للجدل من وكالات تتبع وتراقب الإرهابيين المحتملين أثناء دخولهم المساجد على نطاق واسع، وأيضًا ألقى الضوء على النقاد والمدافعين عن سياسات الولايات المتحدة المتعلقة بمحاربة الإرهاب، وعلى دور وسائل الإعلام الاجتماعية التى قد أحدثت ثورة على الإرهاب.
واستعرض الكاتب بيرك عن رجل الدين الأمريكى المولد أنور العولقى، حيث إنه أكبر المسئولين الأمنيين فى تنظيم القاعدة فى اليمن ومصدر إلهام للجهاديين الآخرين، وقتل العولقى فى 30 سبتمبر 2011 بعد قصف سيارته بطائرة بدون طيار على يد القوات الأمريكية فى الأراضى اليمنية.
كما أنه ألقى الضوء، على نضال حسن وهو طبيب مجند فى الجيش الأمريكى مسلم، وفى 5 نوفمبر فى عام 2009، أطلق نضال النار فى قاعدة “فورت هود” ليقتل 13 جنديًا ويصيب أكثر من 30 آخرين قبل أقل من شهر واحد من ذهابه إلى أفغانستان، هذا بالإضافة إلى أنه كان يدير متجرًا للفيديو فى مانهاتن وعمل مخبرًا لإدارة مكافحة المخدرات، شارك فى التخطيط لهجمات 2008 فى مومباى وقتل فيها أكثر من 160 شخصًا، أثناء محاكمته فى أغسطس 2013 اعترف نضال حسن بإطلاق النار على رفاقه وحكم عليه بالإعدام فى نفس العام.
وفى كتاب “جهاد فى الولايات المتحدة”، ألقى الضوء على سمير خان وهو بطل الدعاية للقاعدة والترويج لمبادئها بالإنجليزية، وقد نشر التنظيم على موقعه الإلكترونى مذكراته التى جاءت على شكل وصية أشبه بدليل ارشاد للشباب الغربى الراغب فى السير على خطأه، هذا بالإضافة إلى أنه قدم العديد من المقالات التى تحث على الإرهاب منها “اصنع قنبلة فى مطبخ أمك”.
كما قدم بيرك محاول تفجير ساحة تايمز سكوير، من قبل فيصل شاهزاد الباكستنى الأمريكى، حيث إنه كان يريد تفجير عن طريق سيارة ملغومة بقنبلة موقوتة وتم إحباط المحاولة من شرطة نيويورك وتم اعتقاله، وصدر الحكم من محكمة ولاية نيويورك بالسجن مدى الحياة.
واستطاع الكاتب أن يقدم العديد من الجهاديين الأمريكيين فى كتابه الجديد، وفقا لرؤية واضحة ومدروسة بدقة، فالكتاب تحليل لهؤلاء الجهاديين الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام المتطرف سواء هنا أو فى الخارج.