أعلنت الحكومة البريطانية، أمس الاثنين، حظر حزب الله في بريطانيا بشكل تام ووصفته بـ”المنظمة الإرهابية”، معلنة فرض حظر على جميع أجنحة حزب الله اللبناني، وأنزلت عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لمن ينتمي لهذا الحزب، وذلك بسبب مساهمته في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وقال وزير الداخلية البريطاني، ساجد جويد، إن لندن ستحظر جميع الأجنحة التابعة لحزب الله نتيجة لمحاولاته “زعزعة الوضع الهش في الشرق الأوسط”.
وأضاف جويد “لم نعد نفرق بين الجناح العسكري المحظور والنشاط السياسي للحزب”، وأكد أن حماية الشعب البريطاني على رأس أولوياته كوزير للداخلية، وعليه فإنه سيتم تحديد وحظر جميع المنظمات التي تهدد الأمن والأمان في بريطانيا، بصرف النظر عن أيديولجياتها أو دوافعها.
وأكد وزير الداخلية البريطاني أن القرار ينتظر موافقة البرلمان، وإذا تمت الموافقة عليه فإن عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات ستفرض على كل من ينتمي لحزب الله أو جماعة أنصار الإسلام أو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
من جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، على أن هذه الخطوة لن تغير موقف بريطانيا الداعم لاستقرار لبنان، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن بلاده لن ترضى بأن تقف مكتوفة الأيدي أمام الإرهاب، منوها إلى أن الحظر الذي سيفرض على الحزب اللبناني يبعث برسالة مفادها أن أنشطته المزعزعة لاستقرار المنطقة غير مقبولة ومضرة للأمن القومي البريطاني.
وبحسب بيان صادر عن الداخلية البريطانية، فإن “مشاركة حزب الله في الحرب السورية منذ عام 2012 تساهم في إطالة عمر الصراع، وتعزز بطش النظام السوري وعنفه ضد الشعب السوري”، بحسب شبكة “سي ان ان” الأمريكية.
وفي حال إقرار البرلمان البريطاني لهذا القرار سيبدأ تطبيقه بدءا من الجمعة، ولن يتمكن أنصار الميليشيات من رفع راياتها في الشوارع البريطانية في أية تظاهرات سياسية.
ولاقى القرار البريطاني ترحيبا غربيا وعربيا واسعا، حيث رحبت وزارة خارجية مملكة البحرين، بقرار المملكة المتحدة بتصنيف ميلشيات ما يسمى بحزب الله كمنظمة إرهابية بجناحيها السياسي والعسكري، مؤكدة أن هذا القرار يعد خطوة مهمة في جهود مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما يمثله هذا الحزب من مخاطر حقيقية وتهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين.
وأعربت وزارة الخارجية البحرينة عن تقديرها لجهود المملكة المتحدة في اتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تعكس حرصها الشديد على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، والتصدي للجماعات الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي باتخاذ مثل هذه الخطوات الحاسمة، وتكثيف التعاون المتبادل، وتعزيز التنسيق المشترك بما يكفل القضاء على العنف والتطرف والإرهاب.
وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية لكن الاتحاد الأوروبي يصنف فقط جناحه العسكري منظمة إرهابية، وفي 2017 وصفت دول عربية عدة خصوصا دول الخليج الحزب بـ”الإرهابي”، وحاليا تم حظر 74 منظمة في بريطانيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب إضافة إلى 14 مجموعة مرتبطة بإيرلندا الشمالية.
وفي أول تعليق لبناني، أكد وزير الخارجية جبران باسيل، أن مقترح القرار الذي تعده الحكومة البريطانية بتصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية بالكامل، بما يشمل الحزب السياسي، لن يكون له أثر سلبي مباشر على لبنان، مضيفا “لو وقف العالم كله وقال عن المقاومة إرهابا فإن ذلك لا يجعلها كذلك”، لافتا إلى أنه “تلقى اتصالات من مسؤولين بريطانيين أكدوا أنهم لا يرغبون في أن يؤثر الموضوع على العلاقات الثنائية”.
كما أشادت إسرائيل بقرار بريطانيا، وحثت الاتحاد الأوروبى على أن يحذو حذوها بتصنيف الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران وجناحها السياسى منظمة إرهابية.
وقال وزير الأمن الإسرائيلى جلعاد إردان فى تغريدة على تويتر شكر فيها نظيره البريطانى ساجد جاويد “على كل من يرغبون حقا فى مكافحة الإرهاب أن يرفضوا التمييز الزائف بين ‘الأجنحة العسكرية والسياسية‘”. وأضاف “حان الوقت الآن لأن يتبع الاتحاد الأوروبى النهج نفسه!”
يذكر أن حزب الله تأسس في 1982 بمبادرة من الحرس الثوري الإيراني إثر الغزو الإسرائيلي للبنان، وبموجب القرار البريطاني الجديد تصبح العضوية في “حزب الله” أو “أنصار الإسلام” أو “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، جريمة يعاقب عليها القانون وتؤدي للحبس لمدة تصل إلى 10 سنوات.