رأت الصحافية كارلوتا غال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحصل على كل ما يريده من وراء توظيف مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القننصلية السعودية في اسطنبول.
وقالت إن أردوغان حاول على مدى أسابيع تقويض خصمه الإقليمي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع تسريبات استخباراتية متدرجة تربطه بالجريمة، ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً الإثنين بأن بلاده تتمسك بحليفها السعودي، محبطاً الطموح الأكبر للرئيس التركي بإعادة توجيه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
الضغط على ترامب
ولفتت إلى أن “أردوغان لم يحصل على كلّ ما كان يأمل به، لكن موقفه تحسن، خصوصاً أن خطته كانت تقوم على هدفين: الضغط على السعوية للنيل من مكانة ولي عهدها، والضغط على ترامب، وهو ما حصد جزءاً منه”، مضيفة أن “أردوغان استطاع خلال استغلاله قضية خاشقجي أن يفتح باباً مع الكونغرس الأمريكي، وأن يُلطّف الأجواء مع عدد من السياسيين والمشرعين الأمريكيين الذين ينتقدون تركيا، وهي عضو بحلف الأطلسي، لتراجع الحياة الديمقراطية فيها، وشرائها أنظمة مضادة للصواريخ من روسيا”.
لجنة تحقيق دولية
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي التركي السابق، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في إسطنبول سنان أولغن أن المكسب الوحيد الذي خرج به أردوغان من هذه اللعبة، هو “بناء رصيد سياسي” في واشنطن، لافتاً إلى أن “فشل الرئيس التركي في إحداث تغيير بالسياسة الأمريكية في الشرق الأسط، لا يعني أنه سيتوقف عن استخدام ورقة خاشقجي في الضغط على القيادة السعودية، بدعاوى طلب لجنة تحقيق دولية”.
تغيير التحالفات
وأوضحت غال أن المسؤولين الأتراك كانوا يركزون، في ذروة التسريبات الاستخباراتية على إحداث تغيير في تحالفات الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط، آملين في أن تبتعد واشنطن عن السعودية والإمارات ومصر.
ولكن أولغن يلفت إلى أنه كان يُفترض بالبراغماتية التركية، أن تدرك سلفًا أن ترامب لن يتخلى عن محمد بن سلمان.
“بنك خلق”
وفي عرضها لبنود المقايضة التي أجرتها تركيا مع الولايات المتحدة، قالت غال إن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أجرى أثناء وجوده في واشنطن، الأسبوع الماضي، مفاوضات على مجموعة من القضايا العالقة، بينهما معالجة الأحكام القضائية التي صدرت بشأن “بنك خلق” التركي في قضية تبييض مئات ملايين الدولارت من الأموال الإيرانية.
وانطلقت دعاوى داخل تركيا وخارجها خلال الأيام القليلة الماضية تتساءل عن الطريقة المخابراتية التي حصلت بها تركيا على تسجيلات مقتل خاشقجي، كذلك عن الأسباب السياسية والأخلاقية التي جعلت القيادة التركية، وهي تعرف سلفاً بما ينتظر خاشقجي في القنصلية، كما تدعي، لا تحذّره وتوقف قتله، بل تركته يلاقي مصيره لتوظف القضية كلها في لعبة سياسية.