قال اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق، في قضية التخابر مع حماس، إن الإخوان وراء عمليات القتل والتخريب منذ يوم 28 يناير، بمساعدة حركة حماس، وحزب الله، مستخدمًا تعبير: “كانوا عايزين يولعوا الدنيا”.
واستمعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، لشهادة اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الأسبق، وذلك في محاكمة “مرسي” وآخرين في القضية المعروفة بـ”التخابر مع حماس”.
وأشار اللواء الشاهد، بأنه تم استدعاؤه في 31 يناير 2011 لحلف اليمين وزيرًا للداخلية، بعد أن أحيل للمعاش في 23 مارس 2007، وعن وقائع القضية، يقول الشاهد، بأنه عند استلامه العمل بوزارة الداخلية، قام بالاجتماع مع قطاعات الوزارة لتقدير الموقف ومعرفة ما حدث، وتابع: “علمت أنه كان هناك تنسيق بين جماعة الإخوان وحركة حماس، وحزب الله، لاقتحام الحدود صباح يوم 28 يناير 2011، في ذلك اليوم قامت مجموعات من حماس وحزب الله باقتحام الحدود المصرية بسيارات حديثة، ودراجات نارية حديثة”.
وأكد “وجدي” على أنهم قاموا بالهجوم على مدينة رفح والشيخ زويد وصولا للعريش، وقاموا بالتعدي على المنشآت الشرطية وعلى رجال الشرطة بهذه المدن، وحدثت خسائر في الأرواح وتلفيات.
وتابع: “وعقب ذلك توجهت مجموعات عصر اليوم الجمعة إلى ميدان التحرير، ومنذ ذلك الوقت، تواجدوا في الميدان”، وأضاف مشيرًا إلى أن عناصر من حركة حماس اعتلت أعلى 6 عمارات في ميدان التحرير، وكان معهم بعض عناصر جماعة الإخوان، وقام عدد من الإخوان حينها بغلق العقارات من الأسفل، وقاموا بإطلاق المولوتوف على السيارات المتواجدة أمام المبنى، وأشار إلى أنه في صباح اليوم التالي حدث اعتداء من أحد العناصر أعلى هذه العمارات على فرد من القوات المسلحة، أعلى دبابة في ميدان عبد المنعم رياض.
ولفت الشاهد إلى أن أحد قيادات القوات المسلحة استعلم منه عن هوية المتواجدين أعلى العمارات، وذكر الشاهد بأنه أبلغه أنهم عناصر إخوانية ومن حماس، وذكر بأنه- بعد ذلك- شاهد طائرات هليكوبتر تقوم بتصوير الميدان، وهؤلاء الأشخاص، وأضاف: “استعلمت من هذه القيادة عن نتائج التصوير، وأبلغني أن المعلومات التي أبلغت سيادته بها صحيحة”، وأوضح بأن التصوير أكد أنه يعتلى هذه العمارات عناصر من حماس يرتدون الكوفية الفلسطينية، وعناصر من جماعة الإخوان، وأن الطائرات قامت بتصوير ذلك”.
وأشار الشاهد إلى أن اللواء حسن الرويني حضر إلى الميدان، وأبلغ المجموعة الإخوانية المسيطرة على الميدان، وأبلغهم بضرورة إنزال هؤلاء الأشخاص، وإلا سوف يتم التعامل معهم.
وتابع اللواء شهادته، منتقلًا إلى الحديث عن أحداث يومي 29 و30 يناير 2011، مؤكدًا بأن اليومين شهدا اقتحام عناصر من حماس والإخوان سجون أبي زعبل والفيوم ووادي النطرون والمرج، مشددًا على أن هذه السجون يتواجد بها عناصر تم القبض عليها من حزب الله وحماس وجماعة الإخوان، وذكر بأنهم فعلًا تمكنوا من تهريب عناصر حماس، وحزب الله من هذه السجون.
وشدد الشاهد على أنه تم رصد اتصالات تليفونية بين من يُدعى رمضان شلح عضو التنظيم الجهادي الإسلامي في غزة، وبعض عناصر الإخوان، أكثر من مكالمة من بينهما مكالمة مع عصام العريان، كان في هذه المكالمات يعطي توجيهاته بالهتافات التي يجب أن تردد في ميدان التحرير، معقبًا: “عقب هذه المكالمات كان يتم ترديد هذا”، وذكر بأنه في إحدى المكالمات طلب رمضان شلح من عنصر الإخوان الذي يحادثه الاتصال فورًا بمدير قناة الجزيرة، وكلفه بإبلاغه بالموقف في الميدان ومطالب المتجمعين، وذكر بأنه تم رصد عنصر مخابراتي يُدعى “بشير” تابع لسفارة قطر كان يقوم بترك سيارته أعلى كوبري أكتوبر، ثم يتوجه لميدان التحرير لمقابلة بعض عناصر الإخوان، ثم يتوجه إلى شركة سفير للسياحة حيث كان يتواجد قيادات الإخوان بها.
وذكر الشاهد بأن بعض الصحف قد عرضت مكالمات حصلوا عليها بطريقة أو بأخرى، بين عناصر الإخوان ورمضان شلح وآخرين في غزة، ذاكرًا مقال أذاع تلك التسجيلات للكاتب عادل حمودة في جريدة “الفجر”.
وانتقل الشاهد إلى سرد تفاصيل خطاب ورد إليه بتاريخ 18 فبراير، من مكتب وزير الخارجية، كان نصه الإفادة بأن مكتب تمثيل مصر في رام الله أفاد نقلا عن مصادر في قطاع غزة، أنه تلاحظ مؤخرًا وجود عشرات السيارات المهربة من مصر التي لازالت تحمل لوحات شرطة وحكومة، وأنه شوهدت أيضًا 2 من سيارات الأمن المركزي “الميكروباص المدرع” في قطاع غزة، وكان الخطاب مُرسلا من السفيرة وفاء باسيم، مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير.
وعقب الشاهد متسائلًا: “كيف وصلت سيارات الشرطة إلى هناك؟”، وذكر بأنه قد سبق ذلك إعلان بعض أعضاء حماس وحزب الله، الذين فروا من السجون بتحريرهم ووصولهم إلى قطاع غزة ولبنان، وإجراء بث مباشر يتحدثون فيه بكيفية هروبهم من السجون المصرية، وشدد على أن السيارات المسروقة سرقت واستغلت في نقل هؤلاء إلى غزة ومنها إلى بيروت.
وشدد الشاهد على أن هناك تنسيقًا بين الإخوان وحماس وحزب الله على اقتحام الحدود، وأشار إلى معلومة وردت إليه من الراحل عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، والذي أكد على أن نحو من 70 إلى 90 عنصرا من حزب الله وحركة حماس، قاموا باقتحام الحدود يوم 28 يناير وأنهم كانوا قد استعانوا بالإخوان وبعض البدو للدخول من الأنفاق إلى الدروب للوصول إلى القاهرة، وشدد على أن علاقة الإخوان وحماس هي علاقة الأصل والفرع، وشدد على تدريب عناصر إخوانية على يد كتائب القسام التابعة لحماس، وشدد الشاهد على أن كافة وقائع القتل والتخريب منذ يوم 28 يناير كان الإخوان وراءها، مستخدمًا تعبير: “كانوا عايزين يولعوا الدنيا”، ذاكرًا تصريحات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، وعلى خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، يتحدثون فيها عن دعمهم للثورة في مصر.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا وحسن السايس، وأمانة سر حمدي الشناوي وأسامة شاكر.
كانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.