نشرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، تقريرًا على موقعها الإلكتروني، عن ثورة 25 يناير، التي نزل فيها المصريون للشوارع للمطالبة بالمزيد من الحرية، والحد من الفساد، بمناسبة ذكراها الخامسة.
وقالت المجلة البريطانية، إن المتظاهرين في مصر، استلهموا التجربة من تونس، وكانوا يهدفون إلى زعزعة نظام حسني مبارك المتحجر، موضحة أن مبارك «أحكم قبضته على مصر، الدولة الأكثر سكانًا ونفوذًا في الوطن العربي، لمدة تقترب من ثلاثة عقود من الحكم السلطوي».
وأشارت إلى أن مبارك استقال في نهاية المطاف يوم 11 فبراير بعد 18 يومًا من «فوضى غير مسبوقة»، مؤكدة أن البهجة عمت البلاد وكثيرين من العالم العربي، الذين ظنوا أن «عهد الديكتاتوريين قد ولى أخيرًا».
وأضافت: «مصر عانت في الخمس أعوام التالية للإطاحة بمبارك من الاضطراب السياسي الشديد، وبعد فترة قصيرة من الحكم العسكري، أدت الانتخابات التي أجريت في 2012 إلى برلمان يخضع لسيطرة الإسلاميين».
وتطرقت إلى فوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة عام 2012، لافتة إلى التوتر بعد صعوده للحكم بين الإخوان والمعارضين العلمانيين، والذي وصل إلى أشدّه عندما انتزع «مرسي» مزيدًا من الصلاحيات، والدفع تجاه دستور بـ«صبغة إسلامية».
وأضافت أن «احتجاجات جديدة تفجرت وأطاح الجيش بقيادة عبدالفتاح السيسي بمرسي في يوليو 2013، وبعد أقل من عامين وعقب تمرير دستور جديد، خلع السيسي زيه الرسمي وفاز بالرئاسة أمام معارضة قليلة».
وأشارت إلى أنه منذ ذلك الحين وتم «سحق جماعة الإخوان التي صارت محظورة الآن، والتضييق على المجتمع المدني».
وقالت المجلة إن أنصار السيسي يقارنون الهدوء النسبي في مصر حاليًا، بالفوضى التي تعم العراق وسوريا، لكن كثيرون يروا أن «القمع أصبح أسوأ الآن»
وأكدت أن «السيسي حاول أن يؤثر على المستثمرين الأجانب من خلال التأكيد على الاستقرار الذي حققه حكمه»، مشيرة إلى خطط الحكومة الاقتصادية التي تخضع لمشاريع كبرى «ذاتية الدعم»، مثل إقامة عاصمة إدارية جديدة، وتوسيع قناة السويس.
ولفتت إلى أن المسؤولين في مصر يجدون «إلهامهم» في دبي بينما قد تكون الهند نموذجا أكثر ملائمة بالنظر إلى حجم مصر والفقر بها.
وأشارت إلى أن الإصلاحات الهيكلية مثل تقليص البيروقراطية وتسهيل عملية الاستثمار توقفت، لافتة إلى أن مصر تحتل الترتيب 131 في مؤشر البنك الدولي الخاص بالمشروعات «الخالية من التعقيدات والإجراءات»، في حين أنها تحتل الترتيب 116 في مؤشر التنافسية العالمية التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وانتقدت المجلة الليبراليين في مصر، قائلة إنهم منشقون على أنفسهم بالصراعات الداخلية ويفتقرون إلى الجاذبية، مشيرة إلى حبس كثير من النشطاء وآلاف من الإسلاميين في الوقت نفسه.
وقالت أن المصريين لديهم الآن قليل من المنافذ التي يستطيعون أن يبثوا منها مظالمهم، مضيفة أن البعض ممن واجهوا القمع في الماضي، تحولوا إلى العنف، بينما قام «التمرد الجهادي» بـ«شيطنة» السيسي في حين أن الهجمات في مصر صارت أمرا شائعا وعلى نحو متزايد .