أعلنت حركة حماس مساء الاثنين التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة، نتيجة تدخل مصري وإثر موجة جديدة من التصعيد العسكري في القطاع.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان، إن “الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة” قد نجحت.
وبحسب قناة “العربية”، أجرى مسئولون أمنيون مصريون مباحثات مكثفة مع مسئولين أمنيين إسرائيليين، وطالبت القاهرة تل أبيب بوقف فوري للعمليات العسكرية.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن مصر بذلت جهودًا مكثفة خلال الأسبوع الماضي للمساعدة في الحيلولة دون تصعيد المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن مصر لعبت دورًا أساسيًا على مدار العام الماضي، منذ بدء سلسلة مسيرات العودة في مارس الماضي، في جهود تحقيق التهدئة بالقطاع.
وأسفرت مواجهات مسيرات العودة على حدود قطاع غزة على مدار العام الماضي عن استشهاد أكثر من 260 فلسطينيًا وإصابة الآلاف، في الوقت الذي أطلقت فيه الفصائل الفلسطينية بالقطاع مئات الصواريخ باتجاه مدن ومستوطنات إسرائيلية.
وتزايدت حدة المواجهات بعد نقل الولايات المتحدة سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس في مايو الماضي، وبدأ المحتجون الفلسطينيون في غزة اعتماد تكتيك البالونات الحارقة لمهاجمة مواقع إسرائيلية قريبة من القطاع.
وأوضحت الصحيفة أن وجهة النظر المصرية ترى ضرورة الحفاظ على الهدوء في غزة وألا تنفلت الأمور عن السيطرة، ومن هنا فلطالما لعبت الوساطة المصرية أدوارًا بالغة الحيوية، وصفتها الصحيفة بـ “المثيرة للإعجاب” و”غير المسبوقة”، في الحد من تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحماس في غزة، كما ساعدت بشكل خاص في وقف العدوانين الإسرائيليين على القطاع عامي 2012 و2014.
ولفهم مدى أهمية وحيوية الدور المصري، يتعين إدراك أن حماس وإسرائيل داخلتان فيما يشبه الحرب بالفعل على مدار الشهور الـ 12 الماضية، فعدد الصواريخ التي أُطلقت من غزة باتجاه إسرائيل وحجم الخسائر في الجانب الفلسطيني يمكن مقارنتهما بالانتفاضة الفلسطينية الأولى من حيث حجم الخسائر، والحرب الإسرائيلية على غزة في 2009 من حيث عدد الصواريخ.
وأضافت الصحيفة أن مصر في كل خطوة كانت تساعد في منع أي تصعيد كبير قد يدفع إسرائيل لشن هجوم أرضي على غزة، التي لا تزال تتعافى من آثار عدوان 2014 الإسرائيلي.
ودأبت حركة حماس على توجيه الشكر لمصر على وساطتها في التهدئة، مدركة أن مصر هي نقطة اتصالها الوحيدة بالعالم الخارجي، كما أدانت الحركة الهجمات الإرهابية التي وقعت في مصر، ويتلقى جرحى من أبناء غزة العلاج في مصر.
وتابعت الصحيفة أن مصر تُعد لاعبًا ثابتًا في غزة، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة شاركت في بعض جولات مفاوضات التهدئة بين غزة وإسرائيل، فإن مصر هي صاحبة الدور الأساسي في هذا الصدد.
وتلعب مصر دورًا أساسيًا أيضًا في شأن تحقيق المصالحة الفلسطينية من جانب، وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة من جانب آخر.
وقالت الصحيفة إن جهود مصر في شأني التهدئة في غزة والمصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية يكشف مدى إدراكها لحجم هذه المسئولية، خاصة في ظل إحجام السلطة الفلسطينية مؤخرًا عن التعامل مع كل من حماس والولايات المتحدة وإسرائيل.