مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحابه من السباق على منصب رئيس الولايات المتحدة، المقررة في 5 نوفمبر المقبل، أمام المرشح الجمهوري، تزداد فرص فوزه بمنصب الرئيس الـ 60 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع وجود حالة من عدم الاستقرار السياسي في أوساط الحزب الديموقراطي، وكذلك عدم وجود مرشح للحزب منافس للرئيس الأمريكي السابق، وسط ملفات عالقة في العالم أهمها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الملف النووي الإيراني.
وعلّق مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب على قرار انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية، معتبراً أنه “لم يكن مؤهلاً للترشح”، كما زعم أن هزيمة نائبة الرئيس كامالا هاريس “ستكون أسهل من هزيمة بايدن”.
وقال ترامب على منصته “تروث سوشيال”، إن بايدن “لم يكن مؤهلاً للترشح للرئاسة، ومن المؤكد أنه غير مناسب للخدمة، ولم يكن كذلك أبداً”، متهماً الرئيس الأمريكي بالوصول إلى منصبه “من خلال الكذب والأخبار الكاذبة”.
وأضاف ترامب أن “محيط بايدن، بما في ذلك طبيبه ووسائل الإعلام، كانوا يعلمون أنه غير قادر على أن يكون رئيساً”، معتبراً أن بايدن هو المسؤول الأول عن مشاكل الهجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي السابق إن الولايات المتحدة “ستعاني كثيراً بسبب رئاسة بايدن، لكننا سنعالج الضرر الذي سببه بسرعة كبيرة”.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، قال ترمب إنه يعتقد أن هزيمة نائبة الرئيس كاملا هاريس في انتخابات الخامس من نوفمبر ستكون أسهل من هزيمة بايدن.
وعقب إعلان انسحابه، أعلن بايدن دعمه الكامل لنائبته كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي بانتخابات الرئاسة المقبلة.
وفي تعليقها على انسحاب بايدن، قالت حملة المرشح الجمهوري ترامب، إن الانتصارات التي يتم تحقيقها لصالح الرئيس السابق، سببها “جو بايدن”.
وذكرت الحملة في بيان على لسان ترامب: “أولاً، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي التابع لبايدن منزلي، بعد ذلك، أدانني حلفاؤه الفاسدون في محاكمة مزيفة، لكن الآن، لقد ترك السباق للتو”.
وأضافت: “لا تنس يا صديقي، انتصاراتنا كلها بفضلك، إذا استعدنا مجدداً البيت الأبيض، فسيكون كل ذلك بسبب الزخم الذي نبنيه في هذه اللحظة بالذات.. اليوم نصنع التاريخ”.
ترامب والشرق الأوسط
وعن التوترات في الشرق الأوسط مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أنّ نتنياهو يماطل في وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، حتى عودة الرئيس السابق دونالد ترامب رئيساً، إلا أنّها أكدت أنّ عليه الحذر، إذ قد يكون ترامب أكثر حرصاً على إخماد النيران في الشرق الأوسط مما يدرك نتنياهو.
وأوردت المجلة عن “دبلوماسي كبير من دولة شرق أوسطية، على اتصال وثيق بالمفاوضين”، قوله: “تقييمنا هو أن نتنياهو يريد كسب الوقت حتى انتخابات نوفمبر”.
فيما، قال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي أجرى مشاورات مع المفاوضين: “أعتقد أن نتنياهو يشعر بضغط أقل من واشنطن، إنه يشعر أن بايدن ليس في وضع يسمح له بالضغط عليه”.
بدوره، أشار مايكل كوبلو، من منتدى السياسة الإسرائيلية، إلى أنّه “يبدو أن نتنياهو ودائرته الداخلية يعتقدون أنهم قادرون على إضاعة الوقت حتى يعود ترامب إلى المكتب البيضاوي”.
لكن، ووفقاً للمجلة فإنّه من غير الواضح ما إذا كان فوز ترامب بولاية ثانية سيحدث فرقاً، خاصةً وأنّه لم يكن قريباً بشكلٍ شخصي من نتنياهو خلال رئاسة الأخير، كما أنّ نتنياهو أغضب الرئيس الأمريكي السابق عندما هنّأ بايدن بالفوز في عام 2020.
وذكرت “بوليتيكو” أنّ نتنياهو يعتقد أن جو بايدن أصبح بالفعل “رئيساً عاجزاً”، موضحةً أنّه في الأسبوعين الماضيين، أرجأ نتنياهو محادثات وقف إطلاق النار، مما أدّى إلى خلق مطالب جديدة، وهو يفعل هذا حتى في الوقت الذي كان فيه بايدن إيجابياً بشأن اتفاق وشيك.
وبيّنت أنّ هناك عدة أسباب تدفع نتنياهو إلى إبطاء المفاوضات، ولكن يبدو أن السبب الرئيسي وراء تكتيك المماطلة الأخير هو حساباته بأن الانتخابات الأمريكية تتحوّل بسرعة لصالح ترامب.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يعتقد نتنياهو أنّه يستطيع الإفلات من الضغوط التي يتعرّض لها من بايدن لوقف الحرب، وفقاً للمجلة التي أشارت أيضاً إلى أنّ نتنياهو يعتقد أنّ ترامب سيتعامل “بلطف مع إسرائيل”، وهو أكثر صرامة مع أعدائها.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يعتقد نتنياهو أنّه يستطيع الإفلات من الضغوط التي يتعرّض لها من بايدن لوقف الحرب، وفقاً للمجلة التي أشارت أيضاً إلى أنّ نتنياهو يعتقد أنّ ترامب سيتعامل “بلطف مع إسرائيل”، وهو أكثر صرامة مع أعدائها.
وتطرّقت مجلة “بوليتيكو” إلى دعم الجمهوريين لـ “إسرائيل”، وأشارت إلى أنّ على نتنياهو أن يكون حذراً فيما يتمنّى، وأنّه منذ بدء الحرب، كان ترامب ينتقد أحياناً سوء استعداد الحكومة الإسرائيلية، مذكّرةً بما قاله ترامب في أبريل بأنّ إسرائيل “تخسر حرب العلاقات العامة” وتحتاج إلى إنهاء الصراع قريباً.
وذكرت المجلة أنّ خبراء إسرائيليين لاحظوا أنّ اللغة المستخدمة في برنامج الحزب الجمهوري لعام 2024، فيما يتعلق بـ “إسرائيل”، بدت وكأنّها تخفّف من تعهّد برنامج عام 2016 بالدعم “الواضح” لـ “إسرائيل”، وأنّ “ترامب ربما يكون أكثر حرصاً على إخماد النيران في الشرق الأوسط مما يدرك نتنياهو”.
في هذا السياق، بيّنت المجلة أنّ ترامب لم يكن واضحاً بشأن ما سيفعله، فبرنامج الحزب الجمهوري لعام 2024 لا يتجاوز طوله 16 صفحة، لكن “إسرائيل” هي الوحيد التي ورد ذكرها صراحة باعتبارها “دولة ستدعمها الولايات المتحدة”، من دون الخوض في التفاصيل.
كذلك، نقلت عن خبير في الأمن القومي مطلع على التفكير داخل حملة ترامب، إنّ “الأمور المتعلّقة بإسرائيل لا تزال في صندوق أسود إلى حدٍ ما وأكثر غموضاً من أجزاء أخرى من سياسته”، “لكنني أودّ أن أشير إلى أن ترامب كان ينتقد نتنياهو، ومن الواضح أنه غير سعيد به كفرد، ومرة أخرى لدى ترامب ميول نحو عقد صفقة”.
ترامب والحرب الروسية – الأوكرانية
وتعهد ترامب، في خطاب ألقاه وأعلن فيه قبول ترشيح الحزب الجمهوري له للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، بإنهاء “كل أزمة دولية خلقتها الإدارة الحالية، ومن ذلك الحرب الرهيبة بين روسيا وأوكرانيا”، وسط تفهمات بين دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووعده بأنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه “سينهي الحرب” المستمرة منذ فبراير 2022 بين أوكرانيا وروسيا.
وكتب المرشح الجمهوري على منصته تروث سوشال “سأجلب السلام إلى العالم وأنهي الحرب التي كلفت كثيرا من الأرواح”، وذلك في حال أصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وأضاف ترامب أنه سينهي الحرب في أوكرانيا قبل حتى أن يتولى الرئاسة في يناير المقبل إذا فاز في الانتخابات التي ستجرى في الخامس من نوفمبر المقبل.
ووصف الرئيس الأمريكي السابق (2017-2021) الاتصال الذي أجراه مع الرئيس الأوكراني “بالجيد جدا”، وأكد أن أوكرانيا وروسيا سيكون بمقدورهما التفاوض بخصوص اتفاق لإنهاء العنف وتمهيد الطريق نحو الرخاء، حسب تعبيره.