يعد الميل الى قضم الأظافر بالأسنان من العادات الضارة بصحة الأصابع، كما أنها متلازمة نفسية مستهجنة، يجدر بالآباء العمل على تخليص أطفالهم منها في وقت مبكر.
أسباب النفسية وراء قضم الأظافر
أكدت دراسات علم النفس أن قضم الأظافر يعود الى بالأساس الى القلق والتوتر النفسي، وهي الاضطرابات السلوكية الملحة، حيث يندفع الطفل أو حتى الشخص البالغ الى قضم جلد الأصبع أو الأظافر بنهم وبشكل لا واع ويرى باحثون متخصصون أنها تنجم عن تراكم الشعور الداخلي بما يعرف بقلق الاكتمال، أي تلك الرغبة في تجاوز الذات الى حال أفضل ما يعني أن المصاب يعمد الى الهجوم على ذاته لإخراج مشاعر القلق الحبيسة في أعماقه ، للتحول عن موضوع تفكير مزعج الى الشعور بالراحة والتحسن.
حيت أن الأطفال يقومون بهذا الفعل بشكل لا ارادي وغير واعي بالأسباب التي تدفعهم لذلك. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يصل الأمر الى تدمير شبه كامل للأصابع.
ويعتقد عالم النفس الفرنسي لويس فيرار أن بعض الأشخاص ويخص البالغين هنا لا يجدون في أجسادهم موضوع حب واحترام للذات، ما يدفعهم الى الانقياد لسلوك تدميري رمزي، باعتبار أن الأظافر تشكل الجزء الناتئ من الجسم ويمكن التحكم في شكلها، و لأن خلاياها منفصلة نسبياً ولا تثير الألم، ويظن المصاب أن مجرد القيام بقضم الأظافر يؤدي الى تصحيح مسار النفس فيها.
قضم الأظافر عند الأطفال :
غالباً ما يلاحظ بداية هده العادة عند الأطفال من سن الثلاث سنوات، فيما يقدر علماء النفس أن 50 بالمائة من الأطفال يمكن أن يتعرضوا الى نوع مؤقت من هذه العادة، وقد تستمر مع بعضهم الى مراحل متقدمة من العمر، بحيث يجد المصاب نفسه خاضعاً لها في المواقف الصعبة وبشكل لا ارادي خاصة في فترة موسم الامتحانات أو حين انتظار شئ ملح، أو عند مواجهة أو مقابلة أشخاص غرباء .وهي ما يعرف بفترات التوتر الشديد.
وتنشر العادة كثيراً بين الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة الأفلام العنيفة، لذا يجب ملاحظة الأطفال في مثل هذه المواقف، واعتماد أساليب تربوية لابعادهم عن الانجراف فيها. ويلجا بعض المصابين الى قضم أظفارهم عند التعرض للمواقف المخيفة، مثل الوقوع في الظلمة أو خلال أداء الامتحانات المدرسية، أو نتيجة المعاناة من صعوبة النوم.
وبما أن الأطفال لا يعيرون اهتماماً ازاء مظهر أصابعهم وأظفارهم تنعدم الواقع لديهم للإقلاع عن هذه العادة السيئة التي يمكن أن تختفي تلقائياً مع بلوغ سن النضج.
أما في حال استمرارها مع فترة المراهقة أو بعد ذلك، فان التركيز. على الناحية الجمالية لليد يمكن أن يثير لدي المراهق من الجنسين دوافع قوية للتخلي عن عادة القضم .
عواقب الاستمرار في قضم الأظافر حتى بعد البلوغ :
ويؤدي القضم المستمر لنهايات الأظفار الى اضعافها، وقد تحتاج عملية الترميم الذاتي للأنسجة الى عدة أشهر بعد التوقف عن هذه العادة، فيما قد يؤدي الاستمرار في مهاجمة قاعدة الأظافر الى احداث تشوهات في نسيجه ، كما أن عادة قضم الجلد المحيط بالأظافر ونهاياتها تساعد على تسرب الجراثيم. والبكتيريا الى الفم، خاصة عند الاشخاص المصابين بالسكري وأمراض الجهاز الوعائي، حيث تقل حماية الجهاز المناعي لهذه المناطق من الجسم ويسبب ابتلاع أجزاء من الأظافر أو الجلد المحيط بها التهاب الزائدة الدودية، ناهيك عن تشوه الأسنان، وتكون الأظافر مصدراً للإصابة بالتهاب الطفيليات, خاصة عند الأطفال الذين يكثرون من اللعب بالتراب.