ذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، خلال تقرير لها، أن حركة “حماس” أعادت بناء شبكة الأنفاق على الحدود مع إسرائيل، مشيرة إلى أن الحركة قد تشن هجوما عبر أحد الأنفاق الهجومية إذا شعرت أن مشروع الأنفاق يواجه خطرا.
وأضاف تقرير الصحيفة العبرية أن هناك تركيبات فى الصورة الاستراتيجية التى تذكر أجهزة الأمن الإسرائيلية بالوضع فى مايو 2014، قبل الحرب، أبرزها الضغط الكبير الذى تفرضه مصر على الحركة، حيث أغلقت قوات الأمن المصرية قسما كبيرا من أنفاق التهريب فى رفح، مما أدى لتعميق تدهور الأوضاع الاقتصادية لحماس، التى يعتمد دخلها المالى إلى حد كبير على جلب الضرائب عن البضائع التى يتم نقلها عبر الأنفاق.
وأوضح التقرير الذى أعده المحلل الإسرائيلى بالصحيفة العبرية عاموس هارئيل، أنه على الرغم من قيام اسرائيل بنقل كميات كبيرة من البضائع الى قطاع غزة يوميا، عبر معبر “كرم أبو سالم”، إلا أن منع خروج السكان من قطاع غزة عبر إسرائيل يتواصل، ويتم تشديد الحصار بسبب رفض القاهرة فتح معبر رفح امام حركة المرور بشكل دائم طالما لم تسلم الحركة المعبر للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أن معبر “كرم أبو سالم” يفتح مرة كل شهرين تقريبا، وليومين أو ثلاثة، ويتمكن عدة آلاف فقط من اجتيازه فى كل مرة، وإذا كانت هناك، الى ما قبل نصف عام، مقترحات طرحها الجهاز الأمنى لإنشاء مشاريع طويلة الأمد فى مجال البنية التحتية فى القطاع – من انشاء ميناء على الشاطئ، وحتى انشاء جزيرة اصطناعية- فقد تم الغاء كل هذه المخططات بتوجيه من القيادة السياسية.
ولفت هارئيل، إلى أنه من المحتمل أن الجناح العسكرى فى حركة حماس، يعتقد بأن المفهوم العسكرى الذى اتبعه خلال الحرب الأخيرة قد حقق النجاح، على الرغم من الإنجازات المحدودة، وأن الأفكار التى صاغها القيادى “محمد ضيف” – نقل الحرب إلى أرض العدو، إسرائيل، بواسطة الهجمات عبر الأنفاق وتفعيل الكوماندوز البحرى “الغواصين” والجوى “الطيران الشراعى” قد أثبتت نفسها.
وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن حماس تعتبر قذائف الصواريخ التى تصل الى مركز إسرائيل، بمثابة إنجاز، ولكنها مع اقتراب نهاية الحرب قامت بتوجيه قذائف الهاون بشكل ضخم نحو مستوطنات محيط قطاع غزة، بعد فهمها بأن سكان الغلاف يشكلون نقطة ضعف اسرائيلية.
وقال هارئيل، أن هذه الأفكار كلها لا تزال على حالها الان ايضا، متسائلا “هل سيظهر خلال الفترة القريبة شيء مفجر، يعيد اشعال المواجهة؟”، مضيفا أن إسرائيل ستجد صعوبة فى توقع ذلك مسبقا، على الرغم من أن اذرع الاستخبارات ميزت استعدادات حماس لتنفيذ عملية عبر احد الانفاق فى صيف 2014، الا أن ذلك لم يترجم فى إسرائيل الى استعدادات واسعة لاحتمال اندلاع الحرب، وفى وقت لاحق اخطأت الاستخبارات عدة مرات، فى تنبؤ ردة فعل حماس، خلال فترات الهدنة الكثيرة التى تم اعلانها خلال الحرب، حتى تم التوصل الى تفاهمات قادت الى انهاء الحرب.
وحول سؤال “ما الذى تفعله اسرائيل ازاء تحدى الانفاق؟”، قال المحلل الإسرائيلى، قبل عدة اشهر تم التبليغ عن حدوث تقدم فى صياغة الحل التكنولوجى الذى يفترض فيه المساعدة على الكشف المسبق للأنفاق، وعن خطوات اولية لتطبيقه على الأرض، مضيفا أن الجهاز الامنى يحتفظ بالتفاصيل الكاملة سرا.
وقال مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة للصحيفة العبرية أن التكلفة المتوقعة لإنشاء جدار جديد حول القطاع، بشمل الرد التكنولوجى على الانفاق، يصل الى ما لا يقل عن 2.8 مليار شيكل، لكن هذا البند الضخم ليس مشمولا فى ميزانية الأمن للسنة الحالية، ووزارة الدفاع باتت تقول أن كل عملية لتطوير السياج فى القطاع يجب أن تأتى من مصدر مالى خارج الميزانية، لأنه من دون ذلك لا يمكن تطبيق الخطة المتعددة السنوات فى الجيش.