آراء أخرىأقلام حرة

إعلام السوشيال ميديا وصراع الترند

زادت فى الآونة الأخيرة تلك التصريحات المثيرة والفرقعات الإعلامية التى تجذب جمهور السوشيال ميديا، فيتناولونها بين مؤيد ومعارض وتنشأ معارك من نوع خاص بين أنصار كل فريق، وما بين ازدواجية المعايير والمهنية والشرف الإعلامى يركز هؤلاء على صراع من نوع واحد وهو خطف الترند، حتى لو كان ذلك على حساب ما يتعرضون له من سيل الانتقادات والشتائم من بعض المتعصبين على وسائل التواصل الاجتماعى.
صراع خطف الترند يقود بعض الإعلاميين للاستهداف جمهور السوشيال ميديا، فيقرأون أفكاره ويدرسون اهتماماته ويخاطبونه بلغته، ويترجمون ذلك فى تلك التصريحات الغريبة تارة والمستفزة تارة أخرى لمثل هذه الفئة، فيضطرونهم للتفاعل ويفتحون مجالاً للخلافات وربما يتعرضون لموجات من الشتائم، وإذا سألت أحدهم عن أسباب إطلاق مثل هذا التصريح يكون رده “هيجيب تفاعل على السوسيال”، غير مبالٍ لسيل الانتقادات التى يتعرض لها من جانب كل فريق.
فى الفترة الأخيرة يتغنى البعض بإمكانيات مصطفى محمد مهاجم الزمالك بسبب تألقه مع فريقه والمنتخب الأولمبى لدرجة أن شبهه الإعلامى خالد الغندور بالنجم البرتغالى كريستيانو رونالدو، بكل ما حققه من إنجازات وألقاب أسطورة بحجم رونالدو، بل ويتفوق عليه فى إحراز الأهداف الرأسية، وهو ما توقف عنده الجميع من هول الصدمة، كما شبه النجم الكبير حازم إمام لاعب الزمالك فرجانى ساسى بالنجم الإيطالى أندريا بيرلو المعروف بتاريخه الحافل بالإنجازات، أما الإعلامى أحمد عفيفى فأطلق قنبلة مدوية عندما عقد مقارنة بين إمام عاشور، لاعب الزمالك الشاب، وهدفه الرائع فى مرمى طلائع الجيش بالأسطورة الأرجنتينى ليونيل ميسي المتوج بست كرات ذهبية كأفضل لاعب فى العالم، وهو ما أثار حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، بعيداً عن روعة هدف عاشور إلا أن صدمة التشبيه فى حد ذاته فاجأت الجميع وتفاعلوا معه بشكل كبير.
أما رضا عبد العال فهو ضيف دائم على قوائم الترند، بتصريحاته المثيرة والغريبة فى نفس الوقت، وآخرها تصريحه الصادم أمس بأن بيتسو موسيمانى المدير الفنى للأهلى “مدرب ضعيف فنياً” ولا يجيد إدارة المباريات، وهو ما يمثل استفزازاً للجميع وليس جماهير الأهلى فقط، خاصة أن المدرب الجنوب أفريقى توج مؤخراً بثلاثة ألقاب مع القلعة الحمراء، أبرزها بطولة دورى أبطال أفريقيا والتى سبق وفاز بها مع صن داونز أيضاً، ما يؤكد أن مثل هذه التصريحات تستهدف جمهور السوشيال، حتى لو تعرض صاحبها لانتقادات أو شتائم من بعض الجماهير المخالفة فى الرأى.
وآخر التصريحات والتى أطلقها الإعلامى سيف زاهر وألمح خلالها لعودة نجم كبير بعد رحيله عن أحد القطبين، وهو ما ربطه البعض برمضان صبحى، الذى تعرض لموجة من الانتقادات الشرسة من جماهير الأهلى بعد تفضيله أموال بيراميدز على نادى القرن، وهو ما تناولته بعض الجماهير بموجة من السخرية فى حين رفضته جماهير الأهلى مؤكدة أن عودة رمضان صبحى “محرمة” كما رفضه مسئولو الناديين “الأهلى وبيراميدز”، فى حين لم يستفد صاحب التصريح إلا بالصعود على قوائم الترند لعدة ساعات.
لا أقلل من إمكانيات هؤلاء اللاعبين ولكن تعمد المبالغة فى الإشادة و”النفخ” فيهم ربما يؤثر على مستواهم مستقبلاً ويصيبهم بالغرور وهو كفيل بتدمير مستقبل أى لاعب مهمات كانت إمكانياته، فضلا عن أن مثل تلك التصريحات تحول أصحابها إلى مادة لإثارة الفتن على صفحات السوشيال وتضعهم فى مرمى انتقادات الجماهير المنافسة، وإذا سألت أحدهم عن رأيه الشخصى يفاجئك بعدم اقتناعه بذلك وأن إطلاق مثل هذه التصريحات تستهدف جمهور السوشيال وكسب لايكات وتفاعلات والسيطرة على الترند بعيداً عن أى انتماء.
فى النهاية.. جمهور كرة القدم ليس محصورا على السوشيال ميديا ولكن أعدادهم كبيرة يتأثرون بمثل هذه الفرقعات الإعلامية والتصريحات الغريبة والتى تساعد على تشكيل وعيهم ويقودهم حماسهم للدخول فى خلافات هم فى غنى عنها، لمجرد أن يستفيد صاحب هذا التصريح أو ذاك ببعض الشهرة.. فلا تتركوا عقولكم لمثل تلك التصريحات الحنجورية من أرباب الترند.
زر الذهاب إلى الأعلى