حصل “جيش تحرير شعب تيجراي” الذي هيمن لفترة على السياسة الإثيوبية على دعم ناشطين إثيوبيين لاجئين في مخيم “أم راكوبة” الواقع بشرق السودان وهو الجيش الذي طرد من معقله في إقليم تيجراي العام الماضي.
وتمكن النشطاء خلال أحياء الذكرى السنوية لتأسيس “جبهة تحرير شعب تيجراي”، التي استمرت عدة أيام حتى الجمعة، من توفير طلاء لوجوههم، ومكبرات صوت لإذاعة الخطب، والقماش لصنع اللافتات والأعلام، إذ يعتبر مخيم “أم ركوبة” واحدا من سلسلة مخيمات مقامة على طول الحدود الشرقية للسودان، ويستوعب الآن بعضا من أكثر من 60 ألف لاجئ إثيوبي، دخلوا البلاد بعد اندلاع القتال الأخير في إقليم تيجراي الإثيوبي.
وأوضح، تيسفالام جبرمضان، أحد سكان المخيم، لوكالة “فرانس برس”، أنهم “يقيمون هذا الاحتفال سنويا، وسيواصلون الاحتفال به، في أي وقت وفي أي مكان”، حيث أنه على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، كانت “جبهة تحرير شعب تيجراي” تحتفل بذكرى تأسيسها في 18 فبراير، بعروض عسكرية ومسيرات في أديس أبابا، وميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إبعاد الجبهة عن السلطة في عام 2018، ثم طردتها القوات الفدرالية الإثيوبية من ميكيلي عبر هجوم في نوفمبر الماضي، وتم قتل بعض قادتها، في حين اختبأ كبار القادة المتبقين، وعادت الجبهة إلى نهج حرب العصابات الذي حافظت عليه منذ تأسيسها في عام 1975، حتى دخولها منتصرة إلى أديس أبابا في عام 1991، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وكان أبي أحمد، رئيس الحكومة الإثيوبية، قد أعلن النصر على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، بعدما سيطرت قواته على ميكيلي عاصمة الإقليم، لكن الأنباء ظلت تتواتر عن استمرار القتال بمستويات منخفضة.
وقتل الآلاف، واضطر مئات الآلاف لمغادرة منازلهم مع نقص الغذاء والمياه والأدوية بجميع أنحاء الإقليم الذى يزيد عدد سكانه على 5 ملايين نسمة، حيث يشن الجيش الإثيوبي منذ أواخر العام الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد “جبهة تحرير تيجراي” التي كانت تتولى حكم إثيوبيا منذ تسعينيات القرن الماضي، وذلك في أعقاب هجوم شنته الجبهة على القيادة الشمالية لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية.
وخلال ذروة الصراع في نوفمبر، قالت الحكومة الإثيوبية إنها لن تتفاوض مع الجبهة حتى تكتمل جهودها لاستعادة حكم القانون، وبعد إعلان النصر عليها في وقت لاحق من ذلك الشهر، قالت إنها “تركز على اعتقال كبار أعضاء الجبهة الذين ما زالوا طلقاء”.
وكان من بين النقاط التي أثارتها الجبهة، مطالبة إريتريا بسحب قواتها من الإقليم، والاتهامات بوجود عسكريين إريتريين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية، من أكثر القضايا الخلافية في الصراع.
وسبق أن نفت إريتريا وإثيوبيا أن قوات إريترية تعمل على الأراضي الإثيوبية، ولكن قال العشرات من شهود العيان إنهم رأوا قوات إريترية في الأراضي الإثيوبية.