أقلام حرة

الصحفي محمد أمين يكتب مقال بعنوان (قصة الحضارة!)

دعانى الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، لزيارة متحف الحضارة، مع وفد إعلامى رفيع المستوى.. وذهبنا إلى هناك لنشاهد بقعة ساحرة وعبقرية مصرية.. وتولى الشرح الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، لأن الوزير اعتذر لظرف طارئ.. وهى المرة الأولى التي أقترب فيها من الدكتور مصطفى، وأتعرف عليه عن قرب.. وقدم شلالاً من المعلومات وتميز بخفة الدم أيضاً.. وتعرفنا على قصة الحضارة كيف بدأت من مصر؟!

وصحح «وزيرى» بعض المعلومات التي تقول إن حضارة مصر سبعة آلاف عام.. وقال عندنا فُخار في المتحف عمره 55 ألف سنة.. والفخار الأزرق لا يوجد له مثيل في العالم.. وفى الجولة التي بدأت من أمام بانوراما عين الصيرة الكبريتية، شرح فكرة المتحف، وأرجع الفضل للوزير الفنان فاروق حسنى.. وكان يحضر الجولة استشارى المتحف ومهندس التصميم وعدد من كبار الأثريين والمسؤولين عن العرض المتحفى!

وعشنا لحظات خارج الزمن، حين شرح كيف يتم استقبال أي قطعة أثرية أو مومياء.. وقال إنها تدخل الحجر الصحى أولاً ليتم تعقيمها لمدة 21 يوماً قبل انضمامها للمتحف.. والتأكد من خلوها من الأمراض والعفن وغير ذلك، حتى لا تصاب مومياوات أخرى بالعدوى، ثم شرحوا لنا كيف يتم ترميم الآثار، سواء العضوية أو المعدنية، أو المنسوجات، ورأينا لحظات من ترميم كسوة المحمل، التي كانت مصر تقدمها للكعبة، ورأينا الكتان الذي اشتهرت به مصر في عصور سابقة، حتى أصبح أفضل كتان في العالم!

رأينا سيرة وحكاية وطن يتحرك أمامنا في عصور حضارية مختلفة.. منذ ما قبل التاريخ وحتى نهاية عصر الأسرات.. وقال إنه سوف يتم نقل 22 مومياء من متحف التحرير إلى متحف الحضارة في موكب يليق بمكانة ملوك مصر، وقال إن الحدث سوف تنقله فضائيات العالم ويتم تأمينه من الباب للباب.. ويقصد تأمين النقل وتأمين الركب أيضاً.. وتشارك في الموكب المهيب كل الوزارات المختصة!

والهدف من الزيارة أن الوزارة استعدت لافتتاح المتحف، وقد رأينا بأعيننا أنهم يعملون هناك على قدم وساق، وأن المتحف بدأ يأخذ شكله النهائى، ودخلنا مركز الترميم، وتعرفنا على عباقرة مصر وهم يواصلون الليل بالنهار لإعادة الآثار إلى سيرتها الأولى.. فالمتحف لا يقدم قطعاً أثرية فقط، ولكنه يقدم تراثاً إنسانياً، يسمح للزائر بمعرفة حضارة مصر عبر العصور، ويربط الماضى بالحاضر في نسيج واحد.. فهو أول متحف للحضارة في العالم بالتعاون مع اليونسكو!

إنها فرصة لكى أدعو الوزير خالد العنانى لإتاحة المتحف أمام طلاب الجامعات والمدارس.. وتخيل حين يتم افتتاح المتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة، وتكون الزيارة تشمل المتحفين.. أهم إنجازات مصر.. فلا يوجد متحف يشبه المتحف الكبير، ولا يوجد متحف للحضارة بهذا المستوى.. فالحضارة هي مصر.. وليس غريباً أن يطلق على مصر أنها أم الدنيا!.

زر الذهاب إلى الأعلى