يعد العنف ضد المرأة من أكثر انتهاكات حقوق الانسان انتشارًا وتدميرًا فى عالمنا اليوم ومثله كجرائم الكراهية وقد يكون جسمى أو نفسى، و واحدة من بين كل ثلاثة نساء فى العالم يتعرضن للعنف الجسدى وفى معظم الأحيان يكون عنف منزلى من قبل شريك الحياة وهذا العنف قد ينشأ بسبب كره النساء أو الشعور بالاستحقاق أو طبيعة الشخص العنيفة، ومع العزل الصحى ومنع التجوال خلال جائحة كورونا تعرضت كثير من النساء لعنف أسرى داخل مصر وغيرها من البلدان المختلفة حول العالم، حيث أن العنف يتصاعد مع انتشار الأمراض والأوبئة والأزمات.
ويرجع زيادة العنف ضد المرأة خلال جائحة كورونا إلى أن تواجد أفراد الأسرة لفترات طويلة داخل أماكن مغلقة بسبب سياسة الإغلاق يؤدى إلى ضغط نفسى يتحول إلى عنف بسبب وقوع مسئولية كبيرة على المرأة لتلبية احتياجات الأسرة أو وقوعها فى الحجر الصحى بجوار شركاء سيئين أوالظروف الاقتصادية الصعبة التى يشهدها العالم وتمر بها الأُسر و ينتج عنها اضطرابات نفسية وسلوكية نتيجة زيادة التوتر الناتج عن فقدان الأمن الصحى والاجتماعى والوظيفى.
ويعتبر العنف داخل الأسرة من أكثر أنواع العنف انتشارًا و أخطر أنواع العنف لأنه يأتى من شريك الحياة سواء رجل أو أمرأة لكن نسبة العنف من المرأة ضد الرجل قليلة جدا مقابل ظاهرة العنف المتفشية من الرجل ضد المرأة، والعنف الأسرى له أشكال متعددة مثل الضرب والتهديد والقتل والاساءة والتخويف والاضطهاد، والمجتمع ينظر إلى المشاكل الاجتماعية على أنها شأنًا خاصًا ولا يسمح لأى جهة بالتدخل بها وتتعرض النساء التى تشكو هذا العنف إلى لوم من أفراد العائلة وهذا يجعل النساء الائى تعرضن للعنف الأسرى لا يستطيعون المقاومة والإبلاغ عن هذا العنف مما يؤثر على المرأة صحيًا ونفسيًا وفى كثير من الأحيان يدفع تعرض المرأة للعنف إلى الإنتحار.
ولابد أن تقوم الدولة والمؤسسات المهتمة بالمرأة بتقديم العلاج النفسي والسلوكي اللازم للنساء المتضررة من العنف وتقديم المساعدة القانونية وتوفير ملاجئ لدعم النساء الناجيات من العنف وملاحقة الأشخاص القائمين بهذا بالعنف وتوقيع أقصى عقوبة عليهم، والقيام بالكثير من المبادرات مثل مبادرة “مش عادى” التى انطلقت بمصر لمواجهة كافة أشكال العنف ضد المرأة سواء الجسدية أو اللفظية والتشجيع على عدم الصمت ضد أى حالات عنف، كما أن لوسائل التنشئة الاجتماعية سواء الأسرة، أو الجامعة، أو دور العبادة، دور فى التوعية لرفض العنف ضد المرأة، بالإضافة لدور الإعلام فى القيام بإنتاج أعمال درامية تساهم فى التوعية برفض العنف ضد المرأة وعدم الصمت عليه، ولابد من تهيئة بيئة ملائمة للمجتمع المدنى للقيام بدوره تجاه قضايا العنف ضد المرأة، واصدار قانون موحد للعنف بما يضمن تحقيق الحماية من العنف للفتيات والنساء.