كلما اقتربت ذكرى (25) يناير تبدأ الساحة المصرية في نشاط ملحوظ للقاصي والداني وتشتعل صفحات التواصل الاجتماعي بالصراخ والنداء من جماعة الإخوان الإرهابية وعملائها وأتباعها وشركائها من الجماعات الأخرى المحظورة حتى وإن اختلفت الأيديولوجيات ، ولكنهم جميعاً متفقون على هدف واحد ، هو إسقاط مصر .. وهو ما فشلوا فيه خلال السنوات السابقة وحتى هذه اللحظة .. ولم يُعطِ أي منهم لنفسه فرصة للتأمل والتفكير بل بدأوا في تطبيق ما تعلموه في المنظمات والمعاهد الدولية دون تفكير أو تعمق في الحالة يعني بالبلدي ( حافظ
مش فاهم ) .
والأهم أنه انضم إليهم كالعادة كَهَنة المعبد الذين يُعلنون دائماً أنفسهم أوصياء على الشعب المصري وثورة يناير ، بل إن بعضهم جنح إلى الوصاية على مصر .
لم يُدركوا أن هذا الشعب هو الذي يتحكم في مصيره وقراره وأنه قرر المضي قدماً هذه الفترة لتحقيق أحلامه وطموحاته ، وأن محاولات الوقيعة ستفشل وتنتهي إلى سراب ..
نرجو منهم إن كان هناك ما تبقى لديهم من دماء المصريين أن يهدأوا ويساعدوا في الإعمار ، ولا مانع أن تُعارض ، ولكن دون تحريض أو هدم لأنكم كمن تؤذِّنون في مالطة .. نريد أن نعمل ونريد أن نتقدم ونريد أن نُضيِّق الفجوة في ميزانية الدولة .. نريد المستقبل ولا نريد الماضي .. نريد أولادنا وأحفادنا ولا نريد ذكريات حتى لو كانت سعيدة .. 25 يناير يوم عادي مثله مثل 26 ، 27 ، 28 يناير لن يحدث فيه أي شيء مهما زاد صراخكم وعويلكم ، فالإسلام السياسي دخل في حقبة التاريخ الماضي الأسود ولن يعود من 5 : 6 أجيال في مصر ، هم من حضروا مهازله وتجاوزاته يعني ببساطة (50) سنة .. ياريت تفهموا ببساطة و25 يناير ليس ببعيد .. اغتيال البسطاء من أبناء مصر المجندين ليس بالنصر وإنما هو عمل من أعمال الخيانة والخسة لم يُفلت قاتل على مدار التاريخ ومن قتل يُقتل ولو بعد حين .. رحم الله شهداءنا الأبرار .. غداً سينحصر الإرهاب عن مصر وهو طبيعي لأن هذه الموجة هي الموجة الرابعة التي تضرب مصر في آخر 40 سنة وانتصرت مصر وستنتصر .. ولكنّ غائبي العقول والفهم اسودت عقولهم وأظلمت ، وهو خير لهذه البلد وهذه الأمة حتى يتم القضاء عليهم واستكمال المسيرة نحو البناء والتنمية .
كلمة أخيرة للخفافيش محترفة الظهور قبل هذه الذكرى : لم تَصيروا وجوهاً مقبولة في الشارع ولا لدى العامة والبسطاء حتى والنخبة .. وإن كانت لدى أي منكم الجرأة فلينزل إلى الشارع ويختبر ما قاله أو يحاول الظهور في أي برنامج إعلامي وسيقولون : نحن ممنوعون من النظام وهم كاذبون لأنهم يعرفون أنهم لم يكونوا ضيوفاً مرحب بهم إلا على قناة الجزيرة وقنوات الخرفان ..
أما آخر فتاوى الإخوان وعددهم (25) شخصية مصرية إخوانية من أبرزهم ( الداعية وجدي غنيم / عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جعفر الطلحاوي / الإعلامية آيات عرابي ) فهو إصدارهم بياناً طالبوا خلاله الشعب باعتبار قوات الجيش المصري قوات احتلال أجنبية يجب تسريحها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ، ويحرم شرعاً العمل بها كضباط أو جنود ووجوب ترك معسكراتها فوراً .. قمة في الغباء والخيانة واستخدام الدين لهدم الدولة وتحقيق مصالح جماعة أبسط ما يمكن أن توصف به هو الغباء السياسي والجهل الديني والخيانة العظمى وعدم الانتماء .. يريدون تسريح القوات المسلحة ، يريدون تسريح الشعب وهدم الدولة والعيش على أنقاضها كالبوم والغربان .. مصر لن تهدم وسوف تُبنى ، والقوات المسلحة لن تسقط لأنها إيمان وعقيدة وقوة وصلابة وعراقة تاريخ ، كل شبر من أرض مصر يتذكر حوافر الخيل قديماً وجنازير الدبابات حديثاً ، هذه هي القوة والدرع الذي يرتديه كل مصري من (90) مليون مصري يسكنون هذه الأرض الطيبة .