نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً لطارق الشناوي بعنوان : ( ماسبيرو فى انتظار السيسى ) ، وجاء كالتالي :
يمد ماسبيرو يده للقطاع الخاص ليلقوا له بما تبقى على المائدة.. مسلسل أو برنامج و(حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة) والحساب (ع النوتة) حين ميسرة، وكما أن الفكة لا تبنى دولة فإنها لن تصنع إعلاما.
ماسبيرو العجوز المترهل الذى يعيش خارج الزمن، هل يجدى لعلاجه أقراص أسبرين بينما يعانى من كل أمراض الشيخوخة، الدولة ألقت بطوبته من زمان، هى ليست بحاجة أصلا إليه، لديها القطاع الخاص الذى يلتزم حرفيا بما تريده السلطة، تحول أغلب أصحاب القنوات الخاصة إلى رقباء، وهكذا بين الحين والآخر تقرأ عن مقدم برنامج تم إقصاؤه، فهم يعلمون أن السلطة لو غضبت عليهم فقرصتها والقبر.
هل السلطة بحاجة إلى ماسبيرو الذى تم تكفينه وإنزاله للمقبرة؟ عصر المعجزات ولى من زمان ولا أحد قادر على إحياء عظام ماسبيرو وهى رميم، ولهذا لم أجد معنى فيما يقوله رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين فى حواره الذى أجراه أمس على صفحات (المصرى اليوم) عندما سأله زميلنا محمد طه: متى يحظى ماسبيرو بشرف لقاء الرئيس؟ أجابه عندما نصبح جديرين بالرئيس.
تجارب السيسى أكدت أن أسوأ لقاءاته هى تلك التى بثها تليفزيون الدولة، كما أن المفروض لو أرادوا فعلا إصلاحا أن يكونوا جديرين بالمواطن العادى، قبل الرئيس، حسين زين ابن بار لمنظومة ماسبيرو التى لا ترى الوطن كله إلا من خلال عيون الرئيس، والدنيا لا تُصبح دُنيا إلا عندما يبتسم الرئيس.
لا يعانى فقط ماسبيرو من ضمور فى المصداقية، ولكن قبل ذلك تيبس فى المهنية، (الهيئة الوطنية) بتكوينها الحالى هى ابنة تلك الثقافة القديمة بكل تراجعها وإخفاقاتها المتكررة، وهذا هو مع الأسف المطلوب فى القيادات الحالية.
فوجئت قبل أسابيع بأن تلك الهيئة انتفضت فجأة بحجة أن مذيعة نشرت صورتها على صفحتها وهى ترتدى المايوه، تلك هى العقلية التى تسيطر عليهم مراقبة ما ترتديه المذيعة على الشاطئ.. فهل يتصورون أن هذا هو ما يرضى الرئيس؟!.
(ماسبيرو) هو حصيلة تراكمية لإعلام الصوت الواحد الذى رسخه صفوت الشريف، فهو من أنصار الكم، التمدد الأفقى بعدد لانهائى من القنوات العامة والمتخصصة والإقليمية والفضائية، وفى كل عيد للإعلاميين كان يزف لمبارك الخبر، عدد ساعات الإرسال التى زادت مائة مرة مقارنة بزمن السادات، وبالطبع مبارك كان يشعر بالزهو الرقمى، أما التمدد الرأسى والذى يعنى كثافة المتابعة والتأثير والمصداقية، فسلم لنا كده ع التروماى.
الدنيا تغيرت مع دخول عصر الفضائيات كطرف مؤثر فسمحت الدولة نهاية التسعينيات بقنوات خاصة يملكها رجال أعمال تابعون لها، ثم غادر صفوت موقعه 2004 ليأتى ولمدة 11 شهرا فقط ممدوح البلتاجى الذى قرر إنشاء برنامج (البيت بيتك) والغرض الأساسى هو الاستحواذ على رضاء مشاهد واحد هو حسنى مبارك، كان مبارك من مدمنى عمرو أديب فى برنامج (القاهرة اليوم) عبر فضائية (الأوربت) فأحضروا له تقريبا كل فريق (القاهرة اليوم) نيرفانا إدريس ومهندس الديكور محمود بركة وحسين الإمام الذى كان يقدم فقرة المطبخ، ولم يتمكنوا من استقطاب عمرو، ولم يشاهد مبارك البرنامج إلا فى عهد أنس الفقى، وحقق تواجد محمود سعد بريقا، بعد أن أدركوا أن المذيع النجم قادر على الجذب.
جاءت ثورة 25 يناير ليسدل الستار تماما على ماسبيرو، ورغم ذلك لايزالون يحلمون بأن يرضى عنهم الرئيس.