نشرت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها اليوم مقالا بعنوان ( توفير السلع الأساسية ) ، وجاء كالتالي :
تعد مسألة توفير السلع الأساسية وبالأسعار المناسبة، وعلى رأسها رغيف الخبز المدعوم، مسألة بالغة الأهمية لغالبية أفراد الشعب المصري، بل إنها أيضا بالنسبة للدولة بمنزلة قضية أمن قومي ، لا تتوانى في حسمها والاسراع فى تقديم الحلول الناجعة لها، حيث إنها تمس صميم حياة المواطن البسيط ومحدود الدخل ، وبالتالي فإن لها تأثيرا على أمن الوطن وسلامه الاجتماعي.
وبعد أن ثبت أن جانبا كبيرا من دعم الدولة للسلع التموينية يضيع قبل أن يصل إلى مستحقيه، حيث تلتهم جانبا منه مافيا الدعم من التجار الجشعين الذين يتلاعبون بهذه السلع ويقومون بإخفائها وبيعها في السوق السوداء ، وتحقيق أرباح كبيرة من وراء ذلك، كما يستنزف بعض الأغنياء وغير المحتاجين جانبا آخر منه، لذلك فإن مواجهة هذه الظاهرة وحماية الدعم أصبحتا ضرورة ملحة للحفاظ على أقوات الشعب ومليارات الجنيهات التي تخصصها الدولة لدعم السلع.
كما أصبح من الأهمية بمكان أن تجد الدولة الوسائل والبدائل التي تضمن وصول الدعم إلى مستحقيه قبل أن يتم استنزافه بواسطة هذه الفئة التى برعت فى ابتكار أساليب الاستيلاء على هذا الدعم من خلال بطاقات تموين وهمية يحصلون بها على هذه السلع دون وجه حق ويحرم منها المحتاجون والفقراء أصحاب الحق الأصيل فى هذا الدعم.
إن تصويب هذه الأوضاع يتطلب إجراءات عاجلة لتصحيح بيانات البطاقات التموينية وتنقيتها من المتلاعبين وغير المستحقين، وإيجاد قواعد بيانات حديثة، تشمل المستحقين دون غيرهم، وذلك لضمان وصول الدعم لمستحقيه وعدم إهدار أموال الدولة ، فى الوقت نفسه يجب تغليظ العقوبات على المخالفين والمتلاعبين بالدعم، من خلال سن التشريعات الرادعة للجشعين والمتلاعبين بقوت الشعب.