نشر الموقع الوطن مقال للدكتور محمود خليل تحت عنوان ( الخبز اسمه عيش ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- الحكومة على لسان وزير التموين أكدت أن الأزمة افتعلها أصحاب المخابز ، وأن القرار الذى اتخذته هدفه وقف عمليات الإهدار والسرقة من أموال دعم الخبز ، الإجراء يبدو سليماً إن كان غرضه الإصلاح ، لكن أسلوب تفعيله لم يراعِي أن الناس لم تعد تحتمل أى ( حكة فى مناخيرها ) ، بعد أن أصبحت تطفح المرار ليل نهار نتيجة ارتفاع الأسعار ، وقد طالت المسألة هذه المرة الفقراء، الذين حرصت الحكومة على الابتعاد عن ” خبز يومهم ” قدر ما تستطيع فى وقت ركزت فيه على ذبح الطبقة الوسطى .
- رد فعل المواطنين البسطاء علي قرار وزير التموين ، عندما تدفق المئات منهم إلى الشوارع داخل العديد من المحافظات تعبيراً عن غضبهم ، ووصل الأمر ببعض السيدات إلى اللطم فى الشوارع ولعن العيشة واللي عايشينها ، رد فعل فقراء المصريين جاء مختلفاً عن حالة الغضب المكتوم الذى قابلت به الطبقة الوسطى الإجراءات الحكومية التى أنهكتها ووضعنا أمام مشهد جديد .
- عندما يصل قهر المواطن إلى مرحلة حرمانه من رغيف الخبز فنحن أمام خطر شديد ، وأظن أن مؤشرات الغضب على قرار ( الرغيف ) واضحة لا تخطئها عين وهى تتطلب قراراً عاجلاً ، لقد تحمل المواطن الكثير من حكومة تفترسه يومياً بقرارات جديدة عجيبة ، ووصل الأمر إلى رغيف الخبز يعنى أننا أمام مشهد مختلف .
- إن المصريين يطلقون على الخبز وصف ” عيش ” خلافاً لكل شعوب الدنيا ، وعلى ما فى هذا الوصف وتلك النظرة إلى ( الرغيف ) من معايب ، إلا أنها تبدو طبيعية فى ظل تاريخ القهر الذى عانى منه المصريون على يد حكومات حولتهم إلى ( ميتين بالحياة ) ، لذلك عليك ألا تستغرب عندما أقول لك إن الحكومة قررت قتل الفقراء ، لأن جور ” وزير الرغيف ” على خبز الفقراء يعنى ( قتل العيش ) .