نشرت صحيفة الوفد مقالا للصحفي مجدي سرحان بعنوان ( نحن الأخطر على أنفسنا!! ) جاء فيه الآتي :-
الآن.. نقولها بصدق.. ولوجه الله.. ثم الوطن.. نقول: نحن لا نعي.. كمصريين.. حجم وطبيعة الخطر الذي يتهدد بلادنا.. ويزداد عنفا وتأثيرا.. كلما أظهرت مصر وقيادتها قوة وصلابة.. وتصديا واعيا لكل المخططات الشيطانية.. والمجنونة.. التي تستهدف- بأي وسيلة- تنفيذ المؤامرة الكبرى لتفجير منطقتنا الشرق أوسطية بالكامل.. وتفتيتها.. وإعادة رسم حدودها وفق معايير وأسس دينية وعرقية وطائفية وعنصرية.. تحقق مصالح ونفوذ القوى العظمى التي يعاد الآن تشكيل خرائطها.. ويحتدم صراعها فيما يبدو وكأن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة مدمرة.. لو تفجرت شرارتها ستباد شعوب كاملة وتختفي دول.. وتدمر حضارات.
- • صحيح
أنه في ظل التطور الهائل لأسلحة الدمار وأدوات الصراع.. أضحت فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة.. بالمفهوم الكلاسيكي.. أي مفهوم المواجهات العسكرية المباشرة.. ضربا من ضروب الوهم والخيال.. والمستحيل.
لكن.. لا يعني ذلك أن ليس هناك خطر كبير قائم بالفعل.. على مثلنا.. من الدول التي تمثل «ساحات الحروب» لهذه القوى المتصارعة.. بل العكس هو المؤكد والصحيح.. فهذا الخطر يزداد كلما كانت احتمالات المواجهة المدمرة قريبة.. وقائمة.. لأن هذه القوى عندما تجنح في النهاية الى التفاهم والتقارب والحوار.. اتقاء للدمار.. سندفع نحن وغيرنا من دول مناطق الصراع والنفوذ التكلفة الباهظة.. لإعادة سيوف القتال.. المشهرة.. الى مغامدها.
- • قلنا
اننا.. كشعب.. وقد يكون معظمنا وليس جميعنا.. لا نعي هذا الخطر الرهيب.. وإذا أردت أن تتأكد بنفسك من ذلك.. فانظر فيما نحن غارقون؟.. في فعل سقيم.. وجدل عقيم.. وصراعات وأزمات يومية مفتعلة.. وعشوائية.. حول: من الأحق بماذا؟.. ومن المخطئ ومن المصيب؟.. ماذا يدخل جيوبنا؟.. ومن أين؟.. نأكل ماذا ؟.. وبكم؟.. أين السكر والأرز والزيت؟ .. هل تعويم الجنيه كان قرارا سليما أم خاطئا؟.. هل نبني العاصمة الإدارية أم نؤجل البناء؟.. هل أهدرت الدولة الأموال في مشروع قناة السويس بدلا من أن تشتري بها القمح والبنزين؟.. هل نطلق لحانا أم نحلقها؟.. وكيف نتأكد من عذرية بناتنا عند التحاقهن بالجامعات؟.. من قتل الفتى الإيطالي «ريجيني»؟.. لماذا يكره الأهلاوية الزملكاوية أو العكس؟
- • يحدث كل ذلك
بينما يتساقط العشرات والمئات من خيرة شبابنا وأعز رجالنا.. في ساحات الشرف والقتال.. في سيناء.. ما بين شهداء وجرحى في مواجهة عصابات الخسة والغدر والإرهاب .. ولا أحد من كتائب التحريض والإحباط يجرؤ على أن يجيب عن السؤال: ماذا لو لم يكن في مصر جيش قادر على مواجهة هؤلاء المجرمين.. ومحاصرتهم في أوكارهم؟ وماذا لدى من يدعون الى «هدم المؤسسة العسكرية» ليمنعوا جرائم الذبح والقتل والتخريب والتدمير التي يرتكبها هؤلاء.. باسم الدين.. من الوصول الى بيوتنا جميعا؟!
- • ذات مرة
قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي في حوار صحفي: «أنا لست قلقا من الاستهداف الخارجي لبلادنا.. لكن قلقي من محاولات الاستهداف من الداخل المصري».
تصوروا (!!) نحن أصبحنا الخطر الحقيقي على أنفسنا(!!).. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هؤلاء الآثمين .. الخونة .. السفاحين الذين تحركهم «قوى الشر».. يقتربون من تحقيق أهداف مؤامراتهم.. ولا سبيل لمنع ذلك إلا بإدراكنا خطورة الأزمة التي نمر بها.. وبالتفافنا وتوحدنا حول القيادة المخلصة الواعية.. والقادرة على المضي قدما بسفينة الوطن إلى بر الأمان.. وفوق ذلك كله يبقى «الأمل بالله شمس لا تغيب».