أقلام حرة

مقال للكاتب إبراهيم عيسي بعنوان : ( الفرق بين المدرب كوبر والرئيس السيسي )

نشرت صحيفة المقال مقالاً للكاتب إبراهيم عيسى بعنوان : ( الفرق بين المدرب كوبر والرئيس السيسي ) .. وفيما يلي أبرز ما ورد فيه :

مهم جداً أن يتأمل الرئيس ” السيسي ” حالة نجاح المدير الفني الأرجنتيني في صعود إلى نهائي بطولة أفريقيا ، لأننا نجد مع ” كوبر ” كل ما لا نجده مع الرئيس ” السيسي ” في إدارته لأحوال مصر الآن ، نعم ، متشابهات كثيرة بين حال مصر وحال منتخبها ، فالسنوات الـ (6) الماضية شهدت تقلبات وتغيرات وتراجعات ، فلماذا نجح ” كوبر ” وابتسم له الحظ بينما لم نشهد هذا النجاح في إدارة البلاد ؟

  1. الدرس الأول : امتلك الخبرة أولاً ثم ضع خططك  .. ” كوبر ” خبير في مجاله ومحترف في عمله ، بينما إدارة نظام ” السيسي ” مجموعة من المخلصين وأهل الثقة الذين لا يتمتعون بأي خبرة علي الاطلاق في الإدارة السياسية ، وليس لديهم سابق معرفة بطريقة إدارة شئون البلاد ، ويخلطون جداً بين إدارة مؤسسة أو كتيبة أو حتى جيش ، وبين إدارة بلد ووطن .
  2. الدرس الثاني : استمع للآخرين باحترام ولو لا يعجبونك .. ” كوبر ” خبير كبير وصاحب تاريخ في تدريب أكبر أندية العالم ، ورغم ذلك يستمع للنقد الحقيقي والعملي الحاد والجارح والساخر والفارغ والفاضي ، ولم يشعر باستياء منه ولا طلب منعه ولا تعصب وقرف ، ولا هدد أنه ح يمشي ولا اعتبر هؤلاء النقاد والرياضيين خونة أو حاقدين ، أما مشكلة نظام الرئيس ” السيسي ” أنه لا يطيق النقد ولا الاختلاف ولا يرى إلا ما يراه هو بنفسه لنفسه ، ويضع أي اختلاف معه أو حوله أو معارضة له ولقراراته على أنها محاولات لهدمه وهدم البلد وتعطيل النجاح وأهل شر والذي منه .
  3. الدرس الثالث : اللعب تحت ضغط لا الضغط على اللعب  .. مشكلة نظام الرئيس ” السيسي ” أنه يريد أن يعمل ويشنف آذانه للتصفيق والهتاف ولا يطيق أن يطالبه أحد بإنجاز حقيقي وفوز لاشك فيه ، وهو يريد جمهوراً طيعاً طائعاً مثل عساكر الأمن المركزي الذين كنا نستعين بهم في المباريات ، الحقيقة الأهم أن ” كوبر ” لعب تحت ضغط ، وليس ضغطاً عادياً بل ضغط الجماهير والنقاد والذكريات .. هذا كله يضغط على ” كوبر ” ، ورغم ذلك كله فإن ” كوبر ” لم يشتكي ولم يهدد أنه كده ما ينفعش .
  4. الدرس الرابع : ألعب بما تملك ولا تنظر إلى لاعبي جارك .. مشكلة نظام الرئيس ” السيسي ” أنه دائم التشكي من الشعب والناس ، وأنه لو حطيت أيدك في أي حته تلاقي خرابة وأنها شبه دولة وأنها فقيرة قوي وأنتوا يا مصريين بتخلفوا كتير وأنتوا يا مصريين ما بتشتغلوش .. ويتناسى الرئيس ” السيسي ” نفسه أنه كان قائداً كبيراً في ظل نظام ” مبارك ” الذي يتهمه أنه المسئول عن كل هذا ، فالحقيقة أن كل مسئولي ووزراء ورجال وجنرالات ولواءات ” السيسي ” لم يكونوا زعامات في حركة ( كفاية ) ولا معارضين لـ ” مبارك ” ، بل هم أبناء نظام ” شبه الدولة ” وتسببوا فيما وصلنا إليه الآن ، ” كوبر ” تعامل مع قماشة اللاعبين الذين يملكهم لا من يتمنى أن يملكهم ، لو كان بيد ” كوبر ” لكان يدرب الآن منتخب الأرجنتين ، ولكنه يدرب منتخب مصر ومن ثم هو بإمكاناته وحظه مع هذا المنتخب بإمكاناته وحظه وقارته ، نجح في التعامل مع الإمكانيات البشرية المتاحة في توظيف قدراتها وتنمية مهاراتها ورفع حماسها وتقوية حسها التنظيمي في الملعب .
  5. الدرس الخامس : تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة .. مشكلة نظام الرئيس ” السيسي ” أنه يتحدث طول الوقت عن إنجازاته التي لم يحدث مثلها خلال (30) عاماً ، وبصرف النظر عن أنه يجعل من نفسه اللاعب والحكم ولا يترك الآخرين سواء الجمهور أو الناقد أو الفيفا والكاف يحكمون على ما يقوله ، فإن النظام لا يتواضع اطلاقاً عما يعتقد هو وحده أنه النصر ثم هو كذلك لا يعترف ولا يعتذر عن أي خطأ من أي نوع من انتهاك حقوق إنسان إلى هندسة أمنية لانتخابات البرلمان أو عصف يومي بالدستور وتجاوز للقانون إلى جنون الأسعار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى شراء سيارات بـ (40) مليون جنيه لرئيس ووكيلي المجلس .. لكن ” كوبر ” رجل متواضع يفوز فيبتسم ويشكر لاعبيه ، وإذا أخطأ اعترف بل واعتذر .. تعلموا من ” كوبر ” تحصلوا على نجاحه أو على الأقل حظه .
زر الذهاب إلى الأعلى