نشرت صحيفة الأخبار للكاتب جلال عارف بعنوان : ( مصر والسودان.. والفتنة المرفوضة ) ، وجاء كالتالي :
أمر طيب أن تتحرك الجهات المسئولة لتطويق المحاولة الجديدة لإثارة الفتنة بين الشعبين الشقيقين في مصر و السودان.
الاتصال بين وزير الخارجية سامح شكري ووزير خارجية السودان إبراهيم غندور اسفر عن بيان مشترك أكد علي الثوابت في العلاقات التاريخية بين الدولتين والشعبين الشقيقين، وأدان أي تجاوزات أو إساءات تمس هذه العلاقات تحت أي ظرف، كما أدان محاولات الوقيعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية بقدر أهمية العلاقات بين الدولتين الشقيقتين بقدر حساسيتها.
الطبيعي في العلاقات بين الاشقاء أن يتوقع كل طرف من الآخر أن يكون عطاؤه أكبر. وطبيعي أن تكون هناك خلافات وأن يجري الحوار حولها باستمرار و أن يتم تجاوزها بتغليب المصالح العليا للدولتين وللشعبين الشقيقين.
والمهم هنا ألا ينجر أي مسئول هنا أو هناك لتصريحات غير مسئولة.
وأن يدرك الجميع أن هناك من يتربص لإفساد العلاقات الاخوية. هناك من يتآمر من القوي الاقليمية والدولية علي هذه العلاقات. وهناك من يسعي للأخطر وهو أن ينتقل الخلاف من دائرة اختلاف وجهات النظر بين المسئولين هنا أو هناك إلي دائرة إشعال الفتنة بين أبناء الشعبين الشقيقين.
وما حدث خلال الأيام الاخيرة ينبهنا إلي ضرورة الحذر من هذه المحاولة الآثمة لزرع الفتنة أراد الله أن تكون العلاقات بينهما فوق أي خلاف وبعيدا عن أي مناورات سياسية أو عبث صبياني علي وسائل التواصل الاجتماعي أو الوسائط الإعلامية.
كان أمرا طيبا أن تسارع القيادة السياسية في القطرين الشقيقين بالتحرك. وأن يصدر بيان وزيري الخارجية لكن الأهم هو أن نضع عيوننا علي تحصين العلاقات بين الشعبين وأن تتضاعف الجهود للتعاون الاقتصادي والتواصل الثقافي بينهما.
الحكومات زائلة والخلافات الصغيرة لاينبغي أن تمس – من قريب أو بعيد – مصالح الشعبين والعلاقات الاخوية بينهما – أمن السودان من أمن مصر والعكس صحيح . حقيقة ينبغي أن يدركها الجميع، وأن تصل بوضوح إلي أطراف خارجية تحاول البعث في قضية تعرف أن التآمر فيها غير مسموح به تحت أي ظرف كان ولتدرك هذه الاطراف الخارجية أن رد الشعبين الشقيقين عليها سيكون حاسما.. وقاسياً!!