نشر موقع اليوم السابع مقالاً للكاتب ” دندراوى الهوارى ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- ” السيسي ” رفض أن يسير على نهج ” مبارك ” في المحافظة على الدعم ، وعدم تحريك الأسعار ، تاركاً البلاد يتسلل لها الصدأ ، ويتعمق في أوصالها الرتابة والروتين ، ويحكمها قانون المواءمات السياسية ، والتغاضي عن انتشار الفساد ، وتخريب الذمم .. عهد ” مبارك ” شهد تناغماً عبقرياً بين المواءمات السياسية ، وبين الفساد والرشوة والواسطة وتجريف العقول ، وإعلاء قيم اللجان العرفية لتلعب دوراً بديلاً عن الدولة في مواجهة الأزمات وحل الصراعات الطائفية بين عنصري الأمة ، مسلمين وأقباطاً .
- ” مبارك ” كان يعقد الصفقات مع الإخوان خلف الكواليس ، بمنحهم (88) مقعداً في البرلمان ، وترك كل النقابات لهم ، يلعبون فيها كيفما يشاءون ، وترك لهم الحبل على الغارب لإقامة المشروعات الاقتصادية ، والتحرك في القرى والنجوع والمناطق الشعبية بكل حرية ، ثم يخرج في العلن مسخراً الجماعة فزاعة للمصريين ، ضماناً لاستمرار حكمه ، لذلك فإن مساحة الاختلاف بين ( السيسي / مبارك ) شاسعة ، فـ ” السيسي ” لا يلجأ إلى تصدير الوهم ليصبح سيد الجماهير ، أو استخدام المسكنات في العلاج ، أو الرضوخ والإذعان لأمريكا والغرب ، ودول إقليمية ، فبدأ في فتح الملفات الصعبة والمسكوت عنها ، والعمل من أجل المستقبل ، في سياسات طويلة الأمد تنهض بالدولة .. كما واجه الجماعات الإرهابية بكل قوة ، دون خوف ، أو حسابات معقدة ، بينما ” مبارك ” لم يقترب من أصل مشكلة لحلها ، ولكن كان يلجأ للعلاج بالتنويم المغناطيسي تارة ، والمسكنات تارة أخرى .. ولو كان ” السيسي ” يصدر الوهم للمحافظة على شعبيته الجارفة ، ما لجأ إلى تدشين المشروعات القومية الكبرى ، وكان أغدق على شعبه بكل ما يحصل عليه من قروض وودائع ، ولكن المقابل سيكون صعباً ، وستنهار البلد انهياراً كاملاً .
- ” السيسي ” قرر أن يدشن شبكة طرق عالمية تدفع بالبلاد إلى آفاق المستقبل ، كما قرر استصلاح المليون و(500) ألف فدان ، لتحقيق أهم عناصر الأمن القومي ، وهو الاكتفاء الذاتي من القمح ، وقرر أن ينمي سيناء ، ويحفر قناة سويس ثانية ، وأنفاقاً كبرى تربط سيناء بالوادي وتسهل حركة التجارة منها وإليها ، وقرر قهر الجبال بتدشين مشروع جبل الجلالة ، وهو المشروع الذي سيحدث طفرة نوعية في السياحة ، ربما تتفوق على الغردقة وشرم الشيخ ، ليصبح لدى مصر منتجعات سياحية عالمية .. كما قرر أيضاً أن يضع حداً لأزمة الكهرباء التي أصبحت مشكلة مزمنة ، وإقامة العاصمة الإدارية الجديدة ، وهو المطلب الذي كان ينادي به الجميع طوال عقود طويلة ، للتخفيف عن القاهرة التي تحولت إلى قنبلة موقوتة .. هذا قليل من كثير ، وتستطيع أن تقولها بكل قوة ، نعم ” السيسي ” يزيل الوهم من العيون ، لا أن ( يكحل عيون الناس بالأوهام ) مثل ” مبارك ” .