أقلام حرة

مقال للكاتب سامي عبد العزيز بعنوان : ( وجهان للرئيس السيسي )

نشر موقع المصري اليوم مقالاً للكاتب ” سامي عبد العزيز ” أبرز ما جاء فيه الآتي :

  1. مَن يقارن بين تعبيرات وجه الرئيس ” السيسي ” عند زيارته ألمانيا في يونيو 2015 ، وتعبيرات وجهه عند زيارة المستشارة الألمانية ” ميركل ”  لمصر يوم الخميس الماضي ، يقيناً سيقول أن الرئيس ” السيسي ” بـ ( وِشِّين ) ، ومَن يقارن بين حالة مصر في الزيارة الأولى ، وحالتها في الزيارة الثانية يقيناً سيعرف أسباب تغير « وِشّ » الرئيس في الحالتين ،  كانت مصر في وضع سياسي وأمنى ودبلوماسي لا تُحسد عليه في الزيارة الأولى ، وأصبحت في وضع تُحسد عليه واقعاً وفعلاً في الزيارة الثانية ، ولذا تغيرت ملامح « الوِشّ » في الزيارتين .
  2. في زيارة الرئيس ” السيسي ” لألمانيا في يونيو 2015، كانت مصر الجديدة تتحسس خطواتها نحو العالم ، وكان العالم لايزال يسأل : هل ما حدث في مصر في يونيو 2013 ثورة شعبية حقيقية أم انقلاب عسكري متكامل الأبعاد ؟ كانت شرعية البلاد لاتزال على المحك ، ومشروعية الرئيس ” السيسي  ” دولياً لاتزال في طور الاستكشاف ، وداخلياً كان كثير من الأوضاع أمنياً واقتصادياً لايزال أقل مما يجب أن يكون عليه الوضع ،  طموحات كبيرة ، وواقع صعب ، لذلك كان الرئيس ” السيسي ” وهو يطرق أبواب ألمانيا في زيارته الأولى لها ، لا يشعر بكثير من الاطمئنان ، ولا يشعر بالرضا الكافي عن العلاقات بين البلدين ،  حتى إنه صرح في هذه الزيارة بأنه قد نكون نحن المسئولين عن عدم توضيح الصورة الحقيقية لمصر في ألمانيا ، ومسئولين عن عدم توصيل وجهة النظر المصرية إليها ،  كان الرئيس ” السيسي ” يشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً في العملية ، وأن الرأي العام الألماني والحكومة الألمانية لم يكونا مُهيَّأَين بشكل كافي لزيارته ، ولا الاقتناع بوجهة النظر المصرية ، ولذا كان عابساً ومُتجهِّماً، وتبدو عليه علامات عدم الرضا .
  3.  بين زيارته الأولى إلى ألمانيا وزيارة المستشارة الألمانية إلى مصر ، جرَت في البحر مياه كثيرة ، أحوال كثيرة تغيرت في مصر وفي العالم أجمع ، تأكد العالم كله ، وآمن عن يقين ، بأن الثورة كانت شعبية ، وأن الشرعية في مصر هي شرعية الدستور، وشرعية الأداء، وشرعية الجمهور.. وآمن العالم بأن مصر تحارب الإرهاب بالنيابة عن الجميع.. مصر تتصدى للهجمات الإرهابية بشجاعة لا نظير لها.. ورأى العالم أن مصر تحارب الهجرة غير الشرعية، وتعمل على مكافحتها بكل الطرق.. وداخلياً ، تبنت مصر تجربة إصلاح اقتصادي شهدت المؤسسات الاقتصادية الدولية بأنها أقوى تجربة إصلاح اقتصادي ، وأن معدلات الإنجاز في مراحلها الأولى لم تتحقق من قبل في أي دولة نامية ، وأن مقدمات هذه التجربة تشير إلى أن المتوقع منها سيكون كبيراً .. خطت مصر دبلوماسياً، وسياسياً واقتصادياً وأمنياً، خطوات عديدة إلى الأمام، كانت نتيجتها واضحة على وجه الرئيس ” السيسي ” عند لقائه بالمستشارة الألمانية، وكانت منعكسة في طريقة كلامه، وفى تعبيرات جسده ، وفي ملامح وجهه .
  4. نعم الرئيس ” السيسي ” بوِشِّين ، الأول كان يعكس الهم والقلق من حجم المتاعب والمصاعب اللازمة للانطلاق ، والمطلوبة للتحرك ، والضرورية لإنشاء الدولة الجديدة ، والثاني كان يعكس درجة الاطمئنان إلى ما تحقق ، والرضا عن البدايات ، والقناعة بأننا على الطريق الصحيح .
زر الذهاب إلى الأعلى