نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب صبري غنيم بعنوان : ( سيادة الرئيس.. أحمد فتحى يناديك ) ، وجاء كالتالي :
أكيد أن رئيس جهاز الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان لم يسمع عن المهندس أحمد فتحى سليمان كمستثمر مصرى.. لأنه لم يقرأ الرسالة التى كتبها للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يشكو الأيادى المرتعشة فى الجهاز الحكومى والتى كانت سببا فى تدمير أول قلعة للتدريب المعمارى أشرك فيها جهاز التعمير بوزارة الإسكان لتفعيل دوره فى إعداد كوادر مدربة.. مؤسسة الرئاسة أرسلت الشكوى فور تلقيها إلى جهاز الرقابة الإدارية للتحقيق.. الذى يدهش أن صاحب الشكوى لم يسمع عن تحرك أحد من جهاز الرقابة بدليل أن أحدث المعدات الفنية التى أرسلها لوزارة الإسكان لتجهيز هذه القلعة لا تزال فى المجهول ما بين الجمارك وبين شركة الشحن.. الذى يؤلم أن وزير الإسكان كان أول المتحمسين بتوقيع البروتوكول للارتقاء بمهنة المعمار فى مصر لكن المعوقات المادية كسداد رسوم الشحن والتخزين أصبحت عائقاً لذلك استسلم الرجل وأغلق بابه.
– أنا شخصياً لا أعرف لماذا فاتنا أن نحتضن مهندساً مصرياً مثل أحمد فتحى مع أنه صورة مشرفة داخل المملكة العربية السعودية التى يعشقها ويعمل فيها مهندساً تنفيذياً لمشاريع خادم الحرمين الشريفين فى أعمال التوسعة بالحرمين المكى والنبوى ومناطق الشعائر ويرأس دولاب عمل من المصريين يقترب من ١٢٠ ألف مهندس وفنى وإدارى وعامل عادى بخلاف دواليب عمل الدول الآسيوية.. والذى يؤسف له أننا تعاملنا معه ببرود.. لا أتصور أن رجلاً يرسل إلى بلده ١٧ حاوية محملة بأحدث معدات التدريب العالمية ولا نقول له شكراً أو نستفيد من مكانته مع أنه بالنسبة للمرتزقة من الخونة المصريين الذين يعملون لحساب تنظيمات الإخوان فى تركيا صيد ثمين لهم ومع ذلك لن يتغير بل سيظل أحمد فتحى سليمان ابن الشرقية العاشق لتراب مصر.
– وإذا سألنا عن السبب الذى دفع أحمد فتحى إلى أن يبعث برسالة إلى الرئيس.. سنجد أنه استمع إلى حوار كان منشورا بين الرئيس السيسى واللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، الذى كان يستأذن الرئيس فى استقدام عمالة من الهند للعمل فى المشاريع العملاقة بالقناة، فرد عليه الرئيس قائلا: «مهمتنا أن نعيد بناء العامل المصرى، فبالتدريب نرفع من مستواه ونجعله متفوقا عن أى عامل آخر».
– استشف أحمد فتحى من حوار الرئيس أنه يشجع تدريب العمالة، ولما كانت «الشركة الدولية للتدريب وتنمية المهارات» التى يرأسها قد تأسست لهذا الغرض.. وتسلمت بالفعل اثنين من مراكز تدريب جهاز التعمير، أحدهما فى المنيا، والثانى بالمنصورة، وقامت بتجهيزهما على أحدث التقنيات، وجاءت بعشرين مدربا مصريا تم تدريبهم فى ماليزيا بغرض عقد دورات تدريبية فى جميع مهن المعمار، وعند التنفيذ توقف كل شىء لأن معدات التدريب لم يتم الإفراج عنها وربما يكون هناك قرار ببيعها فى المزاد لصالح شركة الشحن.. لذلك أرسل المهندس أحمد فتحى رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية يقول فيها:
«سيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقدمه لكم المواطن المصرى المهندس أحمد فتحى سليمان كان لى شرف المساهمة بتقديم أول مشروع استثمارى لإقامة قلعة فى مجال التدريب بهدف أن نرقى بمهنة المعمار وتبقى هذه العمالة فى الصدارة، وهنا رأيت أنا ومجموعة من الأصدقاء يتقدمنا شيخ المعماريين فى مصر المهندس حسن درة وابنه الشاب المهندس محمد حسن درة وعلى رأسنا «مجموعة بن لادن السعودية» صاحبة التاريخ وكان يمثلها رجل الأعمال عبدالحميد اليوسف.. والمهندس أسامة الناظر.. وقد تأسست الشركة بغرض تدريب العمالة بحيث تستفيد منها مصر أولا ثم دول الخليج.. وللحق وجدنا ترحيبا من الأستاذ الدكتور إبراهيم فوزى، وزير الصناعة السابق، فانضم معنا وكان إضافة فى الفكر والتطوير فأصبح المستشار الأول للشركة.. ولا ننكر أنه عند التسجيل وجدنا تسهيلات فاستبشرنا خيرا لكن الصدمة فى عدم الإفراج عن الحاويات التى تزيد قيمتها على 50 مليون جنيه معدات للتدريب.. الجمارك وافقت على الإعفاء من الرسوم لكن المشكلة فى النولون.. ثم اكتشفنا أن وزير الإسكان لا يملك صلاحيات فى السداد بالدولار.. لذلك بقى الحال.. فاضطرت إدارة الشركة لتجميد عملها».. أما أحمد فتحى فقد خرج حزيناً بعد أن مد يده اليمنى داخل الوطن ووجد من يضرب على أصابعه.. من المؤكد أن عندنا مثل أحمد فتحى العشرات لكن للأسف لم يسمع عنهم أحد لأنهم ضحايا.