نشرت صحيفة ( المصري اليوم ) مقالاً بعنوان اتحـاد أم تشـرذم للكاتب عبد الناصر سلامة .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- في خضم النشاط السعودي على المستوى العربي ، حيث إشعال الحرب في سوريا ، ومزيد من الإشعال في العراق ، والقتل في اليمن ، ومحاولات الهيمنة في لبنان ، واصطناع الأزمات مع مصر ، تأتي الجهود الحثيثة لإطلاق ما تسميه الاتحاد الخليجي ، كتطور طبيعي لمجلس التعاون ، وهي الصيغة التي توافقت عليها دول المجلس من قبل ، باستثناء سلطنة عمان ، ذلك أنه يعقبها بالضرورة اتخاذ مواقف خارجية مشتركة تجاه كل القضايا ، وإنشاء جيش موحد ، على غرار حلف الناتو ، وعملة موحدة ، وعلم موحد ، إلى غير ذلك من أمور ، بالتأكيد سوف تكون محل خلاف في تفاصيلها .
- ذلك أن مثل ذلك التكتل العسكري من شأنه استثارة إيران ، إلى الحد الذي ينذر بمواجهات عسكرية في أي وقت ، ولأتفه الأسباب ، كما أن الموقف الخارجي الموحد سوف يستتبعه بالضرورة أيضاً حروب في اليمن ، أو نقل قوات إلى سوريا ، أو أي مكان آخر ، ربما على غير رغبة الشعوب ، التي لا توليها السياسة الخارجية الخليجية عموماً الأولوية ، ذلك أن الشعب البحريني ، على سبيل المثال ، يرفض أي تحالف مع السعودية ، لأسباب معلومة ، إلا أن السياسة البحرينية تسير في اتجاه مغاير .
- أعتقد أنه إذا ما استمرت هذه السياسات السعودية بهذه الوتيرة ، مع وصول الجمهوري ” دونالد ترامب ” إلى سدة الحكم بالولايات المتحدة ثم وصول نظيره المرتقب للرئاسة الفرنسية اليميني ” فرانسوا فيون ” مع ذلك الموقف الواضح للروسي ” فلاديمير بوتين ” فإنه يمكننا القول ( على نفسها جنت براقش ) ، ذلك أنه كان الأدعى إعمال صوت العقل في مواجهة هذه الهجمة الشرسة على المنطقة عموماً ، وذلك بمزيد من العلاقات القوية بين كل العواصم والطوائف ، بما فيها إيران ، وليس العكس ، وهو الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في مجريات الأوضاع من الخليج إلى المحيط .