نشرت صحيفة الشروق مقالاً للكاتب عماد الدين حسين تحت عنوان : ( مؤتمر أسوان .. في انتظار النتائج ) ، وفيما يلى أبرز ما تضمنه :
تلقيت دعوة كريمة من رئاسة الجمهورية لحضور جلسات المؤتمر الوطني الثاني للشباب في أسوان يومي الجمعة والسبت الماضيين؛ ولظروف شخصية قاهرة لم أتمكن من تلبية الدعوة، لكنني تابعت غالبية الجلسات عبر القنوات الفضائية والتغطيات الصحفية.
مبدئياً أمر جيد أن تنتظم آلية عقد المؤتمر الذي بدأ في شرم الشيخ أواخر أكتوبر الماضي، ثم صار شهريا بالانعقاد في القاهرة في نوفمبر الماضي.
على مستوى الشكل، فإن الكثيرين كانوا دائمي الانتقاد بأن مؤسسات الدولة لا تذهب إلى الصعيد ولا تزوره ولا تكترث لهمومه، وبالتالي عندما تذهب السلطة التنفيذية بأكملها وعلى رأسها رئيس الجمهورية، فهو أمرمحمود، لأنه يبعث برسالة لأهل الصعيد أن الدولة لم تنساهم.
وعلى مستوى الشكل أيضا، فإن بعض الزملاء الصحفيين للأسف لا يكلفون أنفسهم عناء تدقيق ما يكتبونه من معلومات، ومنها علي سبيل المثال أن الحكومة تنفق الكثير على هذه المؤتمرات، وكان أولى بها أن تنفق هذه الأموال في مجالات جدية.
وما لا يعلمونه أن مؤتمر أسوان الأخير كان على نفقة المدعوين لا نفقة الدولة، في حين أن نفقات مؤتمر شرم الشيخ تحملها رجال الأعمال وكبار المستثمرين بالمدينة.
وعلمت أيضا أن عدد المدعوين من القاهرة لمؤتمر أسوان الأخير -والذي بلغ 1300 مدعو- قليل للغاية مقارنة بالمؤتمرين السابقين، في حين تم التوسع في دعوة عدد كبير من شباب الصعيد.
سيقول البعض إن غالبية المدعوين من المؤيدين والأنصار والمرضي عنهم، وهذا أمر خلافي لا أستطيع أن أؤكده أو أنفيه؛ وبالتالي وبدلا من الدخول في جدل لا ينتهي يمكننا أن نحاسب هذا المؤتمر وغيره على ما سيحققه من نتائج على الأرض.
صحيح أننا سمعنا كلمات حماسية كثيرة وندوات ومداخلات ونوايا لا أشك في أنها طيبة، لكن الحكم في كل ذلك هو ما الذي سوف يتحقق علي الأرض؟.
ولذلك وحسما لأي جدل علينا أن نحاسب الحكومة على ما تنفذه من برامج ومشروعات محددة على الأرض، وليس علي ما تقوله من كلمات معسولة.
أنا واحد صعيدي وأهلي ما يزالون يعيشون هناك، وأزورهم باستمرار، وأزعم أنني أعرف إلى حد كبير خريطة البؤس في الصعيد.
غالبية الشباب خصوصا في القرى لا يجدون عملا، ويهاجرون إلى القاهرة بحثا عن أي فرصة عمل عشوائية، أو إلى مطروح والسلوم وليبيا للعمل في قطاع المقاولات، ومن يسعده الحظ يجد تأشيرة عمل أو “عدم ممانعة” لإحدي بلدان الخليج، أما الأكثر حظا فهو من يستطيع الوصول إلى الشواطئ الإيطالية ويستقر هناك.
لا أنكر وجود بعض مشروعات استصلاح الأراضي الفردية في الظهير الصحرواي لبعض مدن وقري الصعيد، ورأيت مشروعات بنية تحتية جيدة جدا خصوصا في مجال بناء المدن أو الطرق التي تربط البحر الأحمر ببقية محافظات الصعيد، حينما زرت سفاجا أثناء تدشين الأسطول الجنوبي قبل ثلاثة اسابيع.
عن قناعة تامة تستطيع الحكومة أن تنفذ انقلابا أو ثورة تنموية كاملة في الصعيد إذا خلصت النوايا.
عليها أن تقول لأي مستثمر: “سوف أعفيك من كل الضرائب والرسوم إذا استثمرت في الصعيد وسأفرض عليك ضرائب مرتفعة جدا، إذا واصلت الاستثمار في المناطق المشبعة استثماريا”، وعليها أن تقيم البنية التحتية للاستثمار في الصعيد.
هناك الكثير الذي يمكن للحكومة أن تفعله لأهل الصعيد، خصوصا أن ذلك لم يعد ترفا، لأننا جميعا في سباق محموم مع الزمن مع المتطرفين والإرهابين.
أي فرصة عمل توفرها الحكومة في الصعيد تعني أننا قمنا بتحصين أسرة كاملة من الوقوع في مصيدة العنف والإرهاب والتطرف بكل أنواعه، وما أكثره في الصعيد للأسف الشديد.
شكرا لمؤتمر الشباب في أسوان وننتظر النتائج على الأرض.
نشرت صحيفة الشروق مقالاً للكاتب عماد الدين حسين تحت عنوان : ( مؤتمر أسوان .. في انتظار النتائج ) ، وفيما يلى أبرز ما تضمنه :
تلقيت دعوة كريمة من رئاسة الجمهورية لحضور جلسات المؤتمر الوطني الثاني للشباب في أسوان يومي الجمعة والسبت الماضيين؛ ولظروف شخصية قاهرة لم أتمكن من تلبية الدعوة، لكنني تابعت غالبية الجلسات عبر القنوات الفضائية والتغطيات الصحفية.
مبدئياً أمر جيد أن تنتظم آلية عقد المؤتمر الذي بدأ في شرم الشيخ أواخر أكتوبر الماضي، ثم صار شهريا بالانعقاد في القاهرة في نوفمبر الماضي.
على مستوى الشكل، فإن الكثيرين كانوا دائمي الانتقاد بأن مؤسسات الدولة لا تذهب إلى الصعيد ولا تزوره ولا تكترث لهمومه، وبالتالي عندما تذهب السلطة التنفيذية بأكملها وعلى رأسها رئيس الجمهورية، فهو أمرمحمود، لأنه يبعث برسالة لأهل الصعيد أن الدولة لم تنساهم.
وعلى مستوى الشكل أيضا، فإن بعض الزملاء الصحفيين للأسف لا يكلفون أنفسهم عناء تدقيق ما يكتبونه من معلومات، ومنها علي سبيل المثال أن الحكومة تنفق الكثير على هذه المؤتمرات، وكان أولى بها أن تنفق هذه الأموال في مجالات جدية.
وما لا يعلمونه أن مؤتمر أسوان الأخير كان على نفقة المدعوين لا نفقة الدولة، في حين أن نفقات مؤتمر شرم الشيخ تحملها رجال الأعمال وكبار المستثمرين بالمدينة.
وعلمت أيضا أن عدد المدعوين من القاهرة لمؤتمر أسوان الأخير -والذي بلغ 1300 مدعو- قليل للغاية مقارنة بالمؤتمرين السابقين، في حين تم التوسع في دعوة عدد كبير من شباب الصعيد.
سيقول البعض إن غالبية المدعوين من المؤيدين والأنصار والمرضي عنهم، وهذا أمر خلافي لا أستطيع أن أؤكده أو أنفيه؛ وبالتالي وبدلا من الدخول في جدل لا ينتهي يمكننا أن نحاسب هذا المؤتمر وغيره على ما سيحققه من نتائج على الأرض.
صحيح أننا سمعنا كلمات حماسية كثيرة وندوات ومداخلات ونوايا لا أشك في أنها طيبة، لكن الحكم في كل ذلك هو ما الذي سوف يتحقق علي الأرض؟.
ولذلك وحسما لأي جدل علينا أن نحاسب الحكومة على ما تنفذه من برامج ومشروعات محددة على الأرض، وليس علي ما تقوله من كلمات معسولة.
أنا واحد صعيدي وأهلي ما يزالون يعيشون هناك، وأزورهم باستمرار، وأزعم أنني أعرف إلى حد كبير خريطة البؤس في الصعيد.
غالبية الشباب خصوصا في القرى لا يجدون عملا، ويهاجرون إلى القاهرة بحثا عن أي فرصة عمل عشوائية، أو إلى مطروح والسلوم وليبيا للعمل في قطاع المقاولات، ومن يسعده الحظ يجد تأشيرة عمل أو “عدم ممانعة” لإحدي بلدان الخليج، أما الأكثر حظا فهو من يستطيع الوصول إلى الشواطئ الإيطالية ويستقر هناك.
لا أنكر وجود بعض مشروعات استصلاح الأراضي الفردية في الظهير الصحرواي لبعض مدن وقري الصعيد، ورأيت مشروعات بنية تحتية جيدة جدا خصوصا في مجال بناء المدن أو الطرق التي تربط البحر الأحمر ببقية محافظات الصعيد، حينما زرت سفاجا أثناء تدشين الأسطول الجنوبي قبل ثلاثة اسابيع.
عن قناعة تامة تستطيع الحكومة أن تنفذ انقلابا أو ثورة تنموية كاملة في الصعيد إذا خلصت النوايا.
عليها أن تقول لأي مستثمر: “سوف أعفيك من كل الضرائب والرسوم إذا استثمرت في الصعيد وسأفرض عليك ضرائب مرتفعة جدا، إذا واصلت الاستثمار في المناطق المشبعة استثماريا”، وعليها أن تقيم البنية التحتية للاستثمار في الصعيد.
هناك الكثير الذي يمكن للحكومة أن تفعله لأهل الصعيد، خصوصا أن ذلك لم يعد ترفا، لأننا جميعا في سباق محموم مع الزمن مع المتطرفين والإرهابين.
أي فرصة عمل توفرها الحكومة في الصعيد تعني أننا قمنا بتحصين أسرة كاملة من الوقوع في مصيدة العنف والإرهاب والتطرف بكل أنواعه، وما أكثره في الصعيد للأسف الشديد.
شكرا لمؤتمر الشباب في أسوان وننتظر النتائج على الأرض.