أقلام حرة

مقال للكاتب فهمي هويدي بعنوان ( استرونا ولا تفضحونا )

نشر موقع الشروق مقال للكاتب فهمي هويدي تحت عنوان ( استرونا ولا تفضحونا ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1. أيصح أن يعاقب اثنان من القضاة لأنهما شاركا فى وضع مشروع لمكافحة التعذيب ؟ السؤال من أغرب ما يمكن أن يطرح في زماننا .. لأننا نفهم أن يعاقب الذين يمارسون التعذيب .. ولكننا لا نريد أن نصدق أن العقاب يمكن أن يكون من نصيب الذين يكافحونه .. انتهز فريق الرئيس الأمريكي ” ترامب ” فرصة إطلاق سراح المصرية الأمريكية ” آية حجازي ” واستقبال الرئيس لها فى واشنطن ، وحوّل المسألة إلى فيلم دعائي لتحسين صورة الرئيس الأمريكي ، وتقديمه بحسبانه الرجل الذى يدافع عن كرامة الأمريكيين فى الداخل والخارج ، أما نحن فنتطوع بين الحين والآخر بإهداء وسائل الإعلام قصصاً وأخباراً تشوه صورة البلد وتفضح نظامه ، وفى الوقت ذاته نملأ الدنيا صياحاً وغضباً ، لأن المنابر الإعلامية الأجنبية لا تذكر مصر بخير .
  2. الأصل أن نأخذ مثل تلك الادعاءات على محمل الجد ، إلا أن خبرتنا لا تشجعنا على ذلك .. وقائمة الاتهامات الجسيمة التي وجهت إلى ” آية حجازي ” وجمعيتها ( بلادي ) وبرأتها المحكمة منها جميعاً ، دليل حي بين أيدينا يؤيد تلفيقها ويشككنا في جديتها .. وهو ما يدعونا إلى القول بأن ما هو منسوب إلى الأستاذ ” نجاد البرعي ” والقاضيين من اتهامات له أسباب أخرى غير تلك التي وردت في الادعاءات .. ويدعونا بالتالي إلى تصديق ما قيل عن أن الأمر فى جوهره لا يخرج عن كونه من قبيل التأديب وتصفية الحسابات ، فالحقوقيون من أمثال ” البرعي ” فغير مرضي عنهم وفتحهم ملف التعذيب غير مرحب به .. أما القاضيان فهما من دعاة استقلال القضاء الذين يتم التخلص منهم لأنهم بدورهم غير مرضي عنهم ، مثل غيرهم من المشبوهين الذين اشتركوا فى ثورة يناير .. وإذا ما صح ذلك فإنه مما يبعث على الأسى ، ليس فقط لأنه من قبيل القمع الذى صار يمارس بحق كثيرين في مصر ، ولكن أيضاً لأنه يفضحنا ويكشف عوراتنا أمام الأجانب .

للنص الاصلي اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى