نشر موقع الشروق مقال للكاتب فهمي هويدي تحت عنوان ( رسالة صورة الأسبوع ).. فيما يلي أبرز ما تضمنه :
- صورة الأسبوع بامتياز هي تلك التي ظهر فيها الرئيس الأمريكي ” ترامب ” وهو يستقبل في البيت الأبيض ” آية حجازي ” ، إن قصة ” آية حجازي ” التي أصبحت محل اهتمام عالمي تُعد خصماً من رصيد مصر وصورتها في الخارج التي تسهم ممارسات النظام في تشويهها بين الحين والآخر ، إذ في حين ظهر ” ترامب ” باعتباره رئيساً حريصاً على كرامة مواطنيه ، فإن ” آية ” صارت رمزاً للمظلومية في مصر التي ظهرت بحسبانها الدولة التي تسجن مواطنيها ظلماً لعدة سنوات ، ولا تطلق سراحهم إلا بعد تدخل خارجي من إحدى القوى الكبرى .. إذا نحينا جانباً مشاعرها الخاصة جراء الانتقال المفاجئ من زنزانة بسجن النساء إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض فسنجد أن الصورة محملة برسائل عدة تستحق القراءة منها ما يلي :
- رأينا فيها نموذجاً يستحق المقارنة بين دولة تدافع عن كرامة مواطنيها وأخرى تهدر منها تلك الكرامة ، وأدركنا أن ما يقال عن سمو مكانة المواطنين يتبدد في غمضة عين في لحظة الاختلاف ، بحيث يصبح مصير المواطن معلقاً على درجة ولائه ، ومن ثم تصبح كرامته من المتغيرات وليست من الثوابت .
- أدركنا أن العدالة بمختلف عناوينها ومفرداتها ليست كافية ولا ضامنة لحماية الأفراد ، ولكن السياسة هي التي تحسم مصائرهم ، إن المواطن البريء الضعيف والأعزل يمكن أن يجد نفسه متهماً في قائمة طويلة من الجرائم التي تلقي به وراء الشمس لمجرد أن التقارير الأمنية اخترعتها لسبب أو آخر .
- اتهام ” آية ” ورفاقها بتكوين عصابة للإتجار بالبشر لم يختلف عن اتهام قبطي بأنه من الإخوان أو اتهام كفيف بأنه كان قناصاً ، أو اتهام ناشط بأنه شيوعي وإخواني وعضو في ٦ إبريل بنفس الوقت .
- لأن ” آية حجازي ” لم تكن لها علاقة لا بالإرهاب ولا بالإخوان وكل جريمتها أنها تصرفت هي وزملائها بدوافع وطنية خالصة حركتها ثورة (٢٥ يناير) ، فقد جرى تجريمها ضمن الجيل الذي عوقب لاحقاً لأنه استجاب لنداء التغيير وإقامة مصر الجديدة ، إن الذي ظهر في الصورة لم يكن فقط شخص ” آية ” ، ولكنه أيضاً تجسيد لوجع مصري عانت منه البلاد منذ عام ٢٠١٣ وراح ضحيته آلاف البشر ، الذين حدث مع بعضهم على الأقل ما عانت منه ” آية ” وزملائها .
- إن المواطن المصري لكي يؤمن نفسه أمامه (3) خيارات فإما ( أن يعتزل الشأن العام / أن يهاجر في بلاد الله الواسعة / أن يستميت ليحصل على جواز سفر لدولة محترمة تقف إلى جواره عند اللزوم ) .. ذلك أن المواطن الصالح في هذا الزمن هو المواطن المهاجر ، سواء بقي في داخل البلاد أم خارجها .