كنت لا أرى ضرراً أن يترشح ” السيسى ” منفرداً بالانتخابات المقبلة ، على الرغم من كل ما يتم تداوله من ضعف وفقدان المصداقية التى كانت ستشوب الانتخابات فى ذلك الظرف .. أي عاقل يعرف أن وجود مرشح آخر مناسب يصب فى صالح ” السيسى ” ، وأن ترشحه وحيداً سيضعف الحافز الذى يحتاجه الناخبون للنزول والإدلاء بأصواتهم ، ذلك الأمر الذى دعا إليه الرئيس بقوة فى مؤتمر حكاية ( وطن الأخير ) ، لذا فعندما تسمع أن النظام قد تعمد التضييق والإقصاء أو أن ” السيسى ” قد حرص على تحويل العملية الانتخابية إلى استفتاء فقط ، أو على تقديم مرشح صوري ينبغي أن تُدرك أن ترويج هذا المفهوم كان هو الهدف الأصلي من كل تلك البلبلة التى أحدثوها .
لا شك أن شعبية ” السيسى ” التى قام بتكوينها عبر ظروف ترشحه وظهوره وخلال فترته الأولى بالكامل جعلت فوزه بالمدة الثانية أمراً محسوماً ، مما أدى إلى فقدان الأمل لدى معارضيه من فرصة للنجاح ، حتى الذين أعلنوا عن ترشحهم ثم انسحبوا لم تكن حساباتهم تتضمن الفوز بأى حال من الأحوال ، بل ربما كان الهدف الرئيسي هو إثارة البلبلة .
ترشح ” السيسى ” منفرداً هو أقرب انعكاس حقيقي للمشهد عبر الـ(4) سنوات الماضية ، فـ ” السيسي ” لا يحتاج لمحلل ليكتسب شرعيته التى استحقها بعمله طوال الفترة السابقة ، ونجاحه سواء بانتخابات تعددية أو باستفتاء لن يقلل من كل ما قدمه للوطن .. انتخاب رئيس للجمهورية استحقاق ديمقراطي مهم ، ولكن الأهم ألا يتحول إلى استحقاق عسير .