نشر موقع ( القدس العربي ) مقالاً تحت عنوان ( عن إجهاض الثورات وما آلت إليه ثورة يناير ) للكاتب ” محمد عبد الحكم دياب “.. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
1 – يبدو أن الثورة المضادة تمكنت من إنتاج كيان موازي متحكم في مفاصل المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة ومهيمن على أنشطة الاستهلاك والقطاع الخاص والصحافة والإعلام ، وهذا أعاد الذكرى غير السارة للرئيس الموازي ” جمال مبارك ” وما فعله بأهل مصر .. وانتهى الأمر بسقوطه المدوي ، بعد ما طفح الكيل وانفجر الطوفان البشري ، الذي أزاح الكيان الموازي ومن يَمُتُّ له بصلة قرابة أو مصلحة ، وهذا كشف عن حالة بدت موجودة ولم يكن هناك من يشعر بها مثلما نشعر بها الآن ، وتمثلت في سهولة إجهاض التغيير وسلب قدرة الناس على مواصلة الثورة ، وتعتبر ثورتا ( يناير / يونيو ) مثالين يؤكدان وصول هذه الحالة إلى ذروتها .
2 – تحولت أحلام الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية إلى كوابيس أصابت المواطنين بالأرق ، وأطارت النوم من عيونهم وشلت تفكيرهم الذي ناء بما يحمل .
3 – أن لإجهاض الثورات في مصر جذور وتاريخ .
4 – من يدقق في عمق المشهد المصري سوف يلحظ وعياً مرتفعاً ومتقدماً بين الشرائح الوسطى والدنيا من الطبقة المتوسطة ، وبين جمهرة محدودي الدخل والكادحين والفقراء وصغار الكسبة ، وذلك في تناقض واضح مع سلطة تنفيذية غائبة ، وإدارة سياسية مرتبكة ، ومجلس تشريعي أشبه بإدارة أمن ملحقة بمجلس الوزراء ، وجميعها لا تملك وعياً كافياً ، ولا ترى أبعد من وقع أقدامها .. وثقافة الغالبية العظمى منها ضحلة .. ودائمة البحث عن حلول لمشاكلها المستعصية من خارج مصر ، وتستعين بالحلول المعلبة ، وتطلب المال من أي مصدر وتقبل بشروط الدائنين .
5 – إنه عمى اجتماعي وعجز سياسي ، أدى إلى العودة إلى ( دفاتر قديمة ) لا تسعف وتعيد إنتاج الفشل ، ومعه يمطرون الشعب باللعنات صباح مساء ، ويوجهون إليه الإهانات واللعنات المستمرة ، وبين يوم وليلة أضحى شعب مصر العريق بلا ميزة .. حتى لو كان قد وثق فيمن يلعنونه ويسبونه يوماً ، ونسوا أنه أوصلهم إلى مقاعد الحكم والسلطة .