نشرت صحيفة الجمهورية مقالاً للكاتب محمد نور الدين بعنوان : ( عمل جليل بعد التعديل ) ، وجاء كالتالي :
ما أكثر التعديل.. الذي طال وزارات الاستثمار والتموين والتربية والتعليم والنقل.. فقد تعاقب علي المنصب الرفيع في السنوات الخمس الأخيرة.. حوالي خمس شخصيات لكل وزارة.. بمعدل كل سنة وزير
يأتي الوزير.. حاملا الملفات الشائكة.. مدركا للمشاكل المستعصية.. حافظا لدوره ومهامه.. واعدا بالإنجازات الوردية.. مبتهجا بمناخ الوجاهة والنفوذ.. ثم سرعان ما يخرج من الوزارة كما دخلها.. خالي الوفاض.. لا يحمل انجازا واحدا.. وبدون أن يقطع بوزارته خطوة للأمام..!
أسباب الاخفاق متنوعة.. منها رعشة اليد التي تمشي التوقيع علي إجراءات وخطوات جريئة تستهدف الاصلاح والتطوير.. ومنها أن المهمة أصعب واشق وأكبر من قدرات الوزير.. وكذلك تقاعس المساعدين عن الأداء والمعاونة.. يضاف إليهم الانعزالية وعدم الانسجام بين أفراد الفريق الواحد.!
للحق.. جاء التعديل الأخير.. بأسماء مبشرة للوزارات الأربعة.. كل منهم له سيرة ذاتية تثير الاعجاب وتجدد الأمل.. ولعل احجامهم عن التصريحات الوردية.. وحرصهم علي افساح المجال والوقت أمامهم لتقديم ما يتطلع إليه المواطن يضاعف من التقدير.
كل وزارة.. المطلوب منها واضح ومعروف.. لا يحتاج إلي اجندة طويلة.. ولا لبرنامج مشحون بالتعقيد والتسويف.. وإنما يستلزم تحديد الهدف. واختيار الوسيلة. ثم عمل دءوباً وجهداً مضاعفاً.. وانجازاً جليلاً.. نابعاً من ضمائر حية. وذمماً سليمة.. وللتسجيل فقط.. لابد من تذكير كل وزير بالهدف الرئيسي المراد تحقيقه في أسرع وقت.. لدفع عجلة الانتاج وللتخفيف عن كاهل البسطاء.. ولتوفير أقصي درجات الأمن والاستقرار.
تعلم الدكتورة سحر نصر.. ان قانون الاستثمار طال غيابه ولابد من الإسراع بإصداره وإعماله.. لإعادة رسم الخريطة الاقتصادية.. وتوفير البنية التحتية للمستثمرين.. وإنشاء الشباك الموحد الذي ييسر ويجذب رءوس أموال رجال الأعمال.
خبراته السابقة.. تؤكد أن الدكتور علي المصيلحي سوف يعمل بدأب علي توافر السلع في الأسواق.. ومواجهة غلاء الأسعار.. وسيتصدي لجشع المتاجرين بأقوات الشعب.. ويجب ألا ينسي أن من أهم واجباته توصيل الدعم لمستحقيه.. كما أن الدكتور طارق شوقي أمامه مهمة صعبة تتلخص في الارتقاء بالمنظومة التعليمية.. والقضاء علي ظاهرة تسريب الامتحانات.. ووضع مناهج تواكب تطورات العصر.
أما المهندس هشام عرفات فليس أمامه سوي الإسراع بإنقاذ مترو الأنفاق من الانحدار.. والعمل علي تطوير مرافق ومنشآت السكك الحديدية التي تراجعت إلي أدني مستوي.. وتخطت حوادثها الأرقام القياسية.!
إن الوزارات الأربعة.. أكثر التحاما ومساسا بمصالح الجماهير.. ومن ثم تنعقد الآمال ان يشهد نطاق عملها.. انجازات حقيقية ونجاحات جليلة.. تنقل الكثيرين من دائرة الاحباط.. إلي مربع التفاؤل.. وتشجع بقية وزارات الخدمات علي الامتثال لنهج التحدي والاصرار.. والسعي لتحقيق ابسط تطلعات المواطن المصري.