نشرت صحيفة الوطن مقالاً للكاتب محمود خليل بعنوان : ( خلي المسئول يروق.. ويروقنا ) ، وجاء كالتالي :
من حق السيد طارق عامر، محافظ البنك المركزى، أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، فالتعدد مسألة شرعية، وحقيقة الأمر فإن الرجل يستأهل التحية على هذه الخطوة الجريئة التى تشبه قفزة الثقة فى أدبيات السباحة، وهى قفزة لا يجرؤ عليها سوى أولى العزم من الرجال، فليس بمقدور كل زوج أن يتزوج على زوجته، ولست أرى غضاضة فى تناول وسائل الإعلام للأمر، نعم مسألة الزواج شخصية بالأساس، لكن يبقى أن الشخصية العامة يصح فى حقها ما لا يصح فى حق الشخصية العادية، هذه واحدة، أما الثانية فتتعلق بجملة قالها «عامر» فى المؤتمر الصحفى الشهير الذى أعلن فيه «تعويم الجنيه» أمام الدولار، ذكر فيها أن «مراته فرحت بقرار التعويم»، وأرجح الظن أنه كان يقصد بهذه العبارة زوجته الأولى، وليس وزيرة الاستثمار السابقة، زوجته الجديدة
البعض علق ساخراً على الواقعة، وعكست سخريتهم خلطاً للأمور، ففارق كبير بين عبارة «المسئول بيحس زينا»، والأخرى التى تقول «المسئول لازم بينا»، محافظ المركزى إنسان «بيحس زى كل الأوادم»، يتعب ويرهق وينهك، وهو بحاجة إلى كنف زوجة أو حبيبة يلقى تعبه وإرهاقه على عتبتها، هذا أمر ومطالبة المسئول بأن يحس بينا أمر آخر، فقد تحدث البعض عن أن المحافظ عوم الجنيه وأغرق المصريين فى بحر الغلاء، ولم يترك أسرة مصرية إلا وعلم عليها ووسمها بسكين المعاناة، فمنذ التعويم والدولار منفلت، ورغم أن المحافظ سبق أن قال إن الدولار سينخفض إلى 4 جنيهات، إلا أنه باغتنا مؤخراً بتفسير لهذا التصريح العجيب، قال فيه إنه كان ينكت ويداعب المصريين الذين يحبون النكتة، ليثبت من جديد أنه «زينا.. وواحد مننا»!، وأن شأنه شأن كل مصرى يبحث عن نكتة، وعندما يشعر بضغوط الحياة يبحث «راحة»، أما مسألة «الإحساس بينا»، فيبدو أن بعض المسئولين لا يعتقدون فيها، خلافاً لما يتوقعه أو ما يتمناه المواطن
التجربة تقول إن بعض المسئولين يعتبرون هذا الشعب «غنياً»، يكفى التزاحم على حدوتة «التزحلق» مع البطريق فوق الجليد داخل أحد المولات الجديدة، كيف يحسون بأفراد الشعب وهم يعتبرونهم مثلهم، إذا ضاق أحدهم بحياته ذهب للتزلج على الجليد، «ويأنى» زوجة تتفاعل مع قراراته وترحب بها، وتفرح حين يتحدث عنها أمام كاميرات وعدسات الإعلام، المواطن فى نظر المسئول يلهو ويلعب ويحب النكتة، ويعمل ويكسب، ما يمكنه من فتح بيته والإنفاق على زوجته وأولاده، ليهنأ فى عشه الهادئ، وإذا عانى أو زهد فى بيته الأول، فبمكنته أن يبحث عن زوجة جديدة، ويجدد عتبته، ويحيا حياة جديدة مختلفة، المسئول يا سادة بيحس زى المواطن، لكن من الصعب أن يحس به، لذلك لا تتعجب إذا وجدت هذا المسئول أو ذاك يجدد عتبته، وعليك أن تتفهم دوافعه النبيلة وراء ذلك، والمتمثلة فى رغبته العارمة فى «ترويق باله» حتى يستطيع القيام بمقتضيات المنصب، لذلك على هذا الشعب أن يفرح لكل مسئول يجدد عتبته، وأن يدعو لكل من لم يفعل بأن يجد «عدله».. خلى المسئول يروق.. ويروقنا!