نشرت صحيفة الوطن مقال للكاتب محمود خليل تحت عنوان ( نحن الأكبر والأقدر والأغنى والأجمل ) .. وفيما يلي أبرز ما ورد فيه :
أكد أن بعض المسئولون يميلون إلى استخدام صياغة ( أفعل التفضيل ) مثل ( أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط / مصر تبنى أكبر مشروع كهربائي بالمنطقة / تنفيذ أكبر مدينة ملاهي في الشرق الأوسط في العاصمة الجديدة / إطلاق أكبر مشروع لإسكان الشباب في الشرق الأوسط ) .
- كلنا يتمنى أن تكون مصر دائماً ( الأكبر / الأقدر / الأغنى / الأجمل ) ، لكن الإفراط في استخدام صيغة ( أفعل التفضيل ) يعكس تقديماً إعلامياً للمشروعات أكثر مما يُعبّر عن واقع على الأرض ، فمن يتعامل مع حقائق الواقع لابد أن يتواضع قليلاً ، ولا يوغل في استخدام المفردات الفخمة الضخمة ، الطنانة الرنانة ، التي قد تقرع الأذن ، لكن من الصعب أن تدخل الدماغ .
- الموضوعية مطلوبة والوصف المتحفّظ المتأني خير من المبالغة المتعجّلة ، ومطلوب من المسئول أن يضع عينه على الواقع ، وليس على الإعلام من ناحية ، أو على القيادة الأعلى من ناحية أخرى ، الانسياق وراء سحر صيغ المبالغة يؤدي إلى رفع سقف التوقعات لدى المواطن ، ووصف كل شيء تفعله الحكومة بأنه ( الأكبر ) في المحيط الإقليمي يدفع المواطن إلى طرح سؤالين مهمين : ( السؤال الأول : منين ؟!.. فالحكومة دائبة منذ شهور طويلة في دعوة المواطن إلى التقشف ، والتفاعل الإيجابي مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، ومن لم يتقشف طوعاً من المواطنين ، اضطرته الحكومة إلى التقشف كرهاً ، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع والخدمات / السؤال الثاني : يتعلق بالنتائج .. فمع المبالغات في الحديث عن أكبر مشروعات للسمك والدواجن واللحوم والزراعة والعقارات وخلافه ، يسأل المواطن : هل يعني ذلك أن أسعار السلع أو الخدمات التي ينتجها هذا المشروع ( الأكبر ) ستنخفض ؟ ، وهو سؤال موضوعي وواقعي ، فالمفترض أن تؤدي الوفرة إلى انخفاض السعر ، في حين تؤدي الندرة إلى الغلاء .