أقلام حرة

مقال للكاتب والإعلامي ” عمرو الليثي ” بعنوان (مَن قتل أشرف مروان؟)

لم يكن مصرع دكتور أشرف مروان، عقب سقوطه من شرفة منزله بالدور الخامس بإحدى ضواحى لندن، سوى صفحة جديدة من صفحات قصته التى نُسجت بالروايات.. ويقول شهود العيان الذين عايشوا الأحداث، والذين قمت بسؤالهم، ومنهم الصحفى الأمريكى، الشاهد العيان على الحادث، تروى كدفيلو: لقد كنت أعمل من الجهة المقابلة من الشارع، وسمعت ضجة من الخارج، وعندما خرجت وجدت سيارة الإسعاف والبوليس وقد وصلت إلى المبنى المقابل، ورأيت جثة ممددة على أرض الحديقة، ويوجد غطاء برتقالى، ورجال الإسعاف يحاولون إفاقته عن طريق التنفس الصناعى، وبعد فترة وضعوا الغطاء فوق الجثة، وتركوها ممددة على الأرض لبضع ساعات، ورأيت أيضًا عددًا كبيرًا من رجال الشرطة، الذين كانوا يحاولون إنقاذه،

أما الشهادة الأهم فى هذه القضية، والتى حسمت فكرة أنه قُتل ولم ينتحر، فكانت شهادة لشاهد عيان مجرى التقيته وسجلت معه لقاء عما شاهده وماذا رأى أثناء وقوف الدكتور أشرف مروان فى بلكونة منزله، شهادة مهمة لجوزيف ريباسى، الذى قال لى عندما سألته عن معلوماته عن الحادث: «نعم، رأيت هذا بنفسى، رأيت عبر النافذة جسد أشرف مروان وهو يطير من شرفة منزله للأرض، فقد كان لدينا اجتماع مهم لشركتنا بمبنى المديرين بقلب لندن، ثم سمعت مَن يقول: انظروا ماذا يفعل دكتور مروان؟! توجهت إلى النافذة، ورأيت جسد مروان يطير فى الهواء لمدة ثانيتين فقط، لكننى لم أره وهو ملقى على الأرض، حيث حجبت الأشجار الموجودة بحديقة المنزل الرؤية تمامًا، فلم أستطع رؤية أى شىء آخر من موقعى، ثم رأيت سيارات الإسعاف والشرطة التى جاءت إلى مكان الحادث لتقوم بإنقاذه، حيث كان ملقى على أرض الحديقة، ثم توجه اثنان من المديرين إلى المكان الذى كانت ترقد به جثة مروان، بينما مكث ثلاثة من غرفة الاجتماعات فى انتظار أن يسألنا البوليس، وبعد 5 دقائق قاموا بتغطية جثة مروان حينما تأكدوا من الوفاة، ولم يقم أحد باستجوابى أنا وزملائى، وبعد وقت قليل غادرنا.. إنها تجربة قاسية لى..»، وسألته عما إذا كان قد رأى شيئًا غريبًا فى الشرفة، فقال لى: «فى هذا الوقت لم أكن أدرك ما هو مهم وما هو غير مهم، لكن عندما نظرت من النافذة، بعد عدة دقائق من وقوع الحادث، رأيت شخصين يقفان فى الشرفة وينظران إلى أسفل، وعندما فكرت مرة أخرى رأيت أن ما حدث شىء غريب، لكن ربما يكونان من أفراد عائلته، ويتفقدان المكان بعد وقوع الحادث، وهذا منطقى، وبعد 5- 10 دقائق اختفيا من الشرفة..».

س: بماذا تفسر أنهما كانا ينظران إلى أسفل؟

ج: لا يمكننى أن أخمن لماذا كانا ينظران إلى أسفل (هل فعلًا للتأكد من أن مروان قد مات بالفعل) أعتقد أن هذا أحد الاحتمالات التى كانت تتردد فى رأسى، ربما تكون إجابتى إجابة دبلوماسية، ولكنها حقائق جادة.

وللحديث بقية..

زر الذهاب إلى الأعلى