نشر موقع الوطن مقالاً للكاتب ” ياسر عبدالعزيز ” تحت عنوان (الدولة والإعلام .. ومعضلة الأمن القومي ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
يعيش الإعلام المصري عهداً من أسوأ عهوده وأكثرها اضطراباً ، وتتزايد الضغوط على الصناعة يوماً بعد يوم ، ومع ذلك لا يزال الإعلام محافظاً على مكانة كبيرة، باعتباره مالئ الدنيا وشاغل الناس ، ولايزال التعويل على دوره أكبر من طاقته ومن طاقة غيره من القطاعات ، فالإعلام في مصر فى حاجة ماسة إلى النقد البناء حتى لرئيس الجمهورية ، وهذا يعنى الإشادة بالعمل الجيد ونقد الخلل والتقصير وتقديم الحلول ، وسيكون من المناسب جداً توضيح الحدود التي يمكن أن تعتبر فيها أي دولة أن ممارسةً ما عبر وسائل الإعلام التقليدي أو الجديد حرية رأى أو انتهاك للأمن القومي ، لكن، للأسف ، فإن هذا لا يحدث بشكل دقيق فى كل الأحوال ، وإن وظائف الدولة متشعبة ومتنوعة ومعقدة لكن على رأسها بالطبع صيانة الأمن الوطني ، وإذا كانت الدولة تُسخر موارد وطاقات عديدة للدفاع عن السيادة والتراب، فإنها أيضاً تجهز وسائل وأدوات مختلفة للدفاع عن أمنها وأمن مواطنيها فى المجال الإعلامي ، وببساطة أفهم مثلاً أن دولةً ما تعاقب وسائل الإعلام والإعلاميين الذين ينتهكون الخصوصية ، لأن تلك الخصوصية حق مصون ، لكن لا أفهم أن تكون هناك انتقائية فى حماية هذا الحق ، بمعنى أن يتم التسامح مع انتهاك خصوصية الخصوم والمنافسين ، ولا يتم التسامح مع انتهاك خصوصية التابعين والأنصار ، فيجب أن يخضع الإعلام لتنظيم صارماً بما يكفى للحد من الانفلاتات والتجاوزات التي تؤثر فى الأمن القومي ، لكن يجب أن يكون هذا التنظيم رشيداً وعادلاً بما يكفى فى الوقت ذاته .