نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتبة جيلان جبر بعنوان : ( أبوس إيدكم.. نظفوا حواليكم )
رئيس وزارة.. أو رئيس الحى.. المحافظ، أو العامل أو الوزير، مؤكد فى مكان ما سوء أداء أكيد وتكاسل المسؤول أو المدير مع الذى قام بالتقصير.. فأصبحت حزينة عليك يا وطن وغاضبة منكم أيها المسؤولون.. استمرار التزايد فى عدد المهازل اليومية يؤلمنا وهى تأتى بدون ترتيب أو تبرير.. وليس من حملة التماثيل الأثرية التى كشف عنها وحفظت بغطاء سبيدرمان وتسلق عليها الأطفال، ولكن الموضوع أصبح أسلوب حياة من الترهل المستمر فى الأداء مع أهم ثروات البلاد دون رادع أو حساب!!
والسؤال:
«كيف تكون مصر وجهة سياحية تليق بما نملك من عراقة تاريخية وهى تعانى من هذا المرض من القذارة وسوء إدارة للسلوك البشرى المصرى المخذل؟!
نعم مخذل أمام كل زائر لمصر!
وكيف تكون وجهة استثمارية تجذب رجال أعمال؟! أو تفتح أبواب الرزق أو تغير من ثقافة الشكوى من البطالة والفقر؟! لنرفع من هموم ومعاناة تؤذى الشعب والدولة؟!
كل ذلك ممكن اجتنابه.. إن أردتم»؟!
«نعم هكذا بدت كلمات صديقة غالية جاءت لمصر لعدة أيام وكان لها هذا التعليق».
«أبوس إيدكم افهموا وتحركوا فلديكم ثروات عظيمة أفضل من أوروبا وأهم من تركيا.. نعم فقط أدركوا قيمة ما لديكم واهتموا، وأبدعوا فى الإدارة والتسويق ولتوفير تكاليف صيانتها وإدارتها»، المطلوب منكم فقط حسن الإدارة لهذه الثروة.. نعم مصر العظيمة شوهت ببعض الأشياء.. والكثير من الإهمال فى الأداء والعلاج فتحولت صورتها سلبية أمام الذى يعشقها وينتقص من رصيدها وتفقد مع الزمن دورها وقيمتها بتراكم الخطايا والأخطاء:
النظافة اندثرت والغوغائية انتشرت أمام أهم معالم مصر أصرخ بالقلم. يوميا «يا مسؤولين انظروا أمامكم لأكوام الزبالة أمام أهم الآثار والقصور من أول وكالة الغورى، لشوارع خان الخليلى، وشارع المعز الذى أصبح شارع «المستفز» من سوء السلوك والقمامة تتكاثر على جوانبه، كارثة بيئية أمام المعالم والآثار التاريخية.. فلا شكل متحضر ولا طابع ثقافى واضح، الموتوسيكلات والسيارات لا يمكن أن تتركك لحظات للتأمل أو الاستمتاع بالتاريخ فأمامك حالة من الفوضى والروائح الكريهة ولا تصل الرسالة فى العودة بين القذارة أو التراب أو الاستهانة والاستهتار».
فلديكم مثال واضح لاجتذاب سياحة العائلات والأطفال ما تفعله العديد من الدول فلديكم أهم وأقدم حديقة حيوان تاريخية بأشجارها وتنسيقها قد شوهت، أهملت، ضاعت روعتها، ومات أغلب حيواناتها؟! فتوقفوا عن العتاب لتحافطوا على ما تبقى لديكم بمحاولات حقيقية لاجتذاب السياحة بإدارة محترفة من الشركات الأجنبية أو الخليجية صاحبة الخبرة والنجاح فى المجال، وتحصل بذلك الدولة فى المقابل على تدريب منها للشباب بالإضافة لدخل شهرى للدولة بالدولار مضمون لعدة سنوات؟! بحديقة حيوان متميزة توضع على خريطة السياحة العائلية..
وهكذا أيضا، المتحف المصرى فى التحرير به كنوز من الآثار لا تجد لها فردا يجيد مهنة النظافة لهذا الغبار داخل المكان أو تلميع الزجاج الخاص للعرض لأهم هذه المقتنيات.. إهمال، فلا قبضة قانونية أو مسؤولية للمحاسبة على التقصير فى حق النظافة لكل ما تبقى من تاريخ مصر.. المفروض أقل ردع نقوم بالتغيير لإدارة ما داخل هذا المتحف لإصابتها بمرض الإهمال وبتلوث بصرى، فلا ترى مدى انخفاض منسوب النظافة، ومصابة بتلوث سمعى لأنها لم تسمع سخرية السياح على مشاهد الإهمال والقذارة.. يا ناس حسن الإدارة مطلوب من المسؤولين عن الآثار والسياحة «فيصرخ السائح العربى فى وجه أحدهم: أبوس إيدكم قوموا ونظفوا حواليكم».. أفلا تشعرون بالخجل على مشهد الوطن المترهل المسىء من سوء إدارة من جانب الحكومة وسوء سلوك لجذب سياح عرب أو أجانب؟ فقط نسمع الاستياء من الحكومة لعدم الالتزام من سلوك المواطنين! عجبى من المسؤول عن الردع والتصويب؟!…. الدولة تبحث عن أموال عليها أن تنظف ثم تسوق بضاعتها من كنوز السياحة ولا يتوقف إعلامها أمام قرار الأحوال المدنية التى ترفع سعر الفيزا وتتهم بعد ذلك وزارة الخارجية أو وزارة السياحة؟! ولا ننسق وننظف يوما واحدا من أجل زيارة واحدة لشخصية مهمة! فماذا عن زيارة الأفراد أو الأفواج السياحية؟ ارحمونا من مشاهد مسيئة أمام أهم المعالم والمزارات السياحية فقط لاغير!.