عارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل تزور مصر أو فلنقل “كليوباترا” عادت إليها – كما أطلقت على نفسها! هذا خبر يستحق أن يكون مميزا في الصفحات الأولى، خاصة أن وكالات الأنباء الأجنبية والمواقع الخبرية “طيرته” ضمن الأخبار الرئيسية عن مصر خلال الـ 48 ساعة الماضية. وحظيت أخبار زيارتها في مصر بعناوين متفرقة في صحف ومواقع عالمية. وليس غريبا أن ناعومي عندما تسافر إلى أي بلد في العالم تتابعها وكالات الأنباء، وعندما تتحدث ينصت لها العالم أيضا.. وعندما تغرد على مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها الملايين، وعندما تنشر صورة على موقع الصور إنستجرام تذكر فيها زيارتها لمصر يتابعها 10 ملايين شخص على الأقل من شتى أنحاء العالم!
ولا عجب في أن زيارتها تعد أفضل ترويج لمصر على كافة المستويات ويمكن وصف الزيارة بأنها تندرج ضمن “الدبلوماسية الناعمة”، حيث إنها عارضة أزياء شهيرة وممثلة، وسفيرة نوايا حسنة لدى منظمات الأمم المتحدة. والرسالة من وراء الزيارة وصلت معانيها للناس الذين يتابعونها في شتى أنحاء العالم أولها أن مصر بلد الأمن والأمان. وما يدعم أكثر هذا المعنى ما ذكرته عن كونها “ستقضي عدة أيام في زيارة جنوب مصر حيث تزور الأقصر وأسوان والنوبة”.
وما يزيد هذا المعنى رسوخا ما ذكره مرافقها الأشهر عالم الآثار زاهي حواس عن كونها تعتقد أنها كليوباترا عاشت في العالم القديم وأنها ستكرر الزيارة إلى مصر لتذهب في المرة القادمة إلى عروس البحر الأبيض المتوسط قائلا: “ستأتي أيضا بعد شهر لزيارة الإسكندرية”.
وشهدت ناعومي أول اكتشاف أثري يتم الإعلان عنه في العام الجديد 2021 وهو المعبد الجنائزي لزوجة الملك تيتي في منطقة سقارة القديمة.
عارضة الأزياء ذات الأصول الأفريقية (جامايكية) من مواليد 1970، عاشقة للحضارة المصرية مولعة بشخصياتها التاريخية وأساطيرها؛ ولا شك أن العشق عندما يكون دافعا للزيارة فإن المردود منها يكون الأفضل. وتشير التقارير الإخبارية التي نشرت عن الزيارة خلال الـ48 ساعة الماضية إلى أن ناعومي هي أول من يطلع ويشاهد اكتشاف أثري جديد يتضمن كنزًا من كنوز الحضارة المصرية القديمة، وهو المعبد الجنائزي الذي يعود إنشاؤه إلى أكثر من 4 آلاف سنة. كما تشير التقارير في الصحف والمواقع العالمية إلى معلومات كثيرة عن هذا الاكتشاف الذي شهدته كامبل في منطقة سقارة حيث أوردت مثلا أن المعبد استغرق اكتشافه من علماء الآثار 14 عامًا كاملة، ويعود للملكة نيريت، زوجة الملك تيتي. ومن ضمن المعلومات التي تضمنتها أيضا القصص الخبرية أن البعثة الأثرية عثرت على ممرات دفن وتوابيت بها مومياوات وتماثيل وشواهد وألعاب وقوارب خشبية وأقنعة جنائزية، بالإضافة إلى بردية طولها خمسة أمتار تصور الفصل 17 من كتاب الموتى.
ويؤكد أحد التقارير المنشورة أن أهم اكتشاف في هذه الجولة الأثرية هو المعبد الجنائزي نفسه الذي يعود تاريخه تحديدا إلى ما قبل 4200 عام في عصر الأسرة السادسة؛ ويضيف التقرير أنه بجانب هذا المعبد توجد منطقة لتخزين الأدوات التي استخدمها قدماء المصريين لممارسة الطقوس داخل المعبد.
واختيار ناعومي كامبل لزيارة مصر في هذا التوقيت بالذات هو فكرة موفقة وذكية وبقطع النظر عمن وراءها فهو يستحق الشكر والتشجيع على المزيد. وهي شخصية معروفة بعشقها لأفريقيا موطنها الأصلي، وقد ساهمت مؤخرًا في وضع القارة السمراء على خريطة الموضة، حيث أطلقت سلسلة جديدة من مدارس التصميم في نيجيريا وكينيا وغانا وكيب تاون ونيروبي.ولدى عارضة الأزياء هدف طموح من وراء ذلك حيث تخطط لجذب المصممين الدوليين إلى القارة السمراء، ومعهم العلامات التجارية العالمية والشركات الكبرى، مما يدعم البنية التحتية لدول أفريقيا في مجال صناعة الموضة بما يتضمنه من صناعة ملابس واكسسوارات ومواد تجميل وعطور ذات الماركات الشهيرة لكي تتحول إلى قارة تحتضن صناعة الموضة والتصميمات المبتكرة لمنتجاتها، وكذلك التصميم عمومًا في الهندسة المعمارية والفن والتكنولوجيا.
وكانت كينيا محطة ناعومي السابقة على زيارتها الحالية لمصر قد اختارتها سفيرة للسياحة الكينية ووقعت معها عقدا بذلك. وقد نشرت ناعومي خلال تلك الزيارة مقاطع لها على موقع الصور إنستجرام لاقت نجاحا كبيرا وتابعه أكثر من 10 ملايين شخص، وترك ما يزيد على نصف مليون متابع تعليقات تعبرعن الإعجاب.
ومن المؤكد أن نجاح الزيارة وصداها الواسع يفتح الشهية لترتيب زيارات مماثلة لشخصيات عالمية مستقبلا يمكن استثمار حبهم لمصر في الترويج لها. ولا ننسى كذلك المصريين في مجالات العلوم والفنون والآداب وغيرها وهناك نجوم كثر داخل المجتمعات الغربية وجميعهم يرحبون بأي مهمات لخدمة وطنهم. تحيا مصر ومرحبا بـ “كليوباترا”!