“عندما أتصلت بأمي واخبرتها أن وكالة ناسا الفضائية أطلقت إسم عائلتنا علي مجموعة من الكويكبات لم تصدق الأمر كانت تعتقد أن الأمر برمته مجرد مزحة ، ولما لا فأنا أيضا لم أستوعب ما يحدث ، فكيف لفتاة بسيطة مثلي أن تصل للعالمية وتصبح حديث الجميع ”
كان هذا جزء من حديث بطلة قصتنا في أحد المؤتمرات الخاصة برعاية المتفوقين
تقول ياسمين بنت قرية المنازلة بمحافظة دمياط
لم تكن الأمور سهلة في البداية وخصوصا بسبب نظرة المجتمع الريفي إلي الفتاة حيث تتوقف الأمور عند حد معين لا يمكن تجاوزه الا أنني كنت أعلم أن الأمر يستحق المجازفة وان الحلم لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل والكفاح
كانت هذه مجرد البداية وجاءت العقبة الأكبر عندما وجدت أن حياة المدينة تختلف عن حياة الريف تماما حتي في داخل المدرسة فاللغة كانت عقبة كبيرة امامي لأن معظم المناهج كانت باللغة الإنجليزية مما وضعني في تحدي جديد اجبرني علي مواجهته
وبالفعل استطعت بعد فترة وجيزة اتقان اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة بدرجة مبهرة ولم يكن الأمر ليتحقق سوي بالإرادة والسعي الدؤوب
استمرت التحديات واستمر معه الطموح والأمل حتي جاءت الفرصة الأولي عندما تقدمت بمشروع لمعالجة مياه الشرب الي معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة
في الحقيقة كان المشروع بمثابة حلم كبير بالنسبة لي فأنا من محافظة تمتلك أكبر نسب الفشل الكلوي علي مستوي الجمهورية ولذلك فقد عملت بجد علي نجاح هذا المشروع
أكثر من ١٧٠٠ مشروع من ٧٨ دولة مختلفة وأمام لجنة تحكيم تضم عدد من الأعضاء من الحاصلين علي جائزة نوبل استطعت الحصول علي الجائزة الخاصة بمسابقة العلوم والبيئة وبذلك أصبحت اول فتاة عربية تحصل علي الجائزة منذ إنطلاقها
لحظة فوز الطالبة ياسمين يحي مصطفي بجائزة أنتل العالمية
كانت الإنجاز كبير وانعكس هذا الأمر علي قريتي الصغيرة بالكامل حيث خرجت القرية علي بكرة أبيها لإستقبالي وتغيرت نظرتهم تماما لي والآن هناك أربعة من ابناء قريتي يدرسون في نفس المدرسة التي تخرجت منها
الآن تعمل ياسمين علي عديد من المشروعات الخاصة بالمحافظة على البيئة وقد قطعت شوطاً كبير في هذا الأمر ويتوقع لها الجميع مستقل باهر في هذا المجال
شركة هاينمان الامريكية اختارت قصة النابغة “ياسمين يحيي مصطفى” لكي تتم طباعتها ككتاب في أكثر من مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وتوزيعه فى المكتبات والمدارس
