ارتباط الرجل المرضي بوالدته يجعل الزوجة تشعر بعدم أهميتها وقد يؤدي إلى انهيار العلاقة، لكن هل يعني هذا أنه من الأفضل عدم الارتباط بهذه النوعية من الرجال؟ وهل هناك طريقة لفك هذا الارتباط الذي يتجاوز الحدود المألوفة؟
يحتاج اكتشاف مزايا وعيوب الرجل لبعض الوقت، كما أن بعض الصفات لا تظهر إلا بعد الزواج. ويعتبر الارتباط المرضي بالأم من الصفات التي تزعج الزوجة بشدة، إذ تشعرها بضعف شخصية الزوج، بالإضافة إلى أنها تشعر دائما بأنها شخصية غير مهمة في حياة زوجها.
ويتسم هذا النوع من الرجال بالتواصل المكثف مع والدته وإشراكها في جميع قرارات حياته حتى فيما يخص علاقته بزوجته وأطفاله، فتشعر المرأة في النهاية أنها متزوجة من الأم التي تضع بصمتها على جميع قرارات حياة الزوجة.
ويتوقع هذا النوع من الرجال الاهتمام اللانهائي من زوجته والتدليل الذي اعتاد الحصول عليه من والدته، دون التفكير فيما إذا كانت الزوجة مريضة أو مرت بيوم عمل شاق على سبيل المثال. ولا يستطيع هذا الرجل تحمل النقد بأي صورة، إذ أن أي نقد لتصرفاته يعتبره نقدا لشخصيته، وفقا لتقرير نشرته مجلة “بريغيته” الألمانية.
ويمكن أن يظهر اعتماد الزوج على والدته في كافة أمور حياته، حتى بعد سنوات طويلة من الزواج لاسيما بعد نضج الأبناء واستقلالهم بحياتهم، إذ تبدأ المرأة هنا في الالتفات لأمور ربما لم تلاحظها بدقة في السابق، كما يقول إخصائي علم النفس الألماني رولاند كوب- فيشمان، صاحب كتاب خاص بالوضع النفسي للرجال الذين يعانون من الارتباط المرضي بالأم.
ورغم عدم تقبله للنقد في الحياة الشخصية، إلا أن هذا الرجل لا يتسم بصفات سلبية في أجواء العمل فقد يكون من أنجح الشخصيات وربما يمكنه أيضا قبول النقد في محيط العمل، على عكس نقد الزوجة.
ويرجع خبراء علم النفس هذه الصفة في الرجل لافتقاده القدوة الذكورية أثناء فترة مراهقته، فالمراهق بحاجة عادة للتواصل الوجداني مع رجال في تلك المرحلة وعلى رأسهم الأب. وفي حالات كثيرة يكون غياب الأب من أهم أسباب توطد العلاقة بين الأم وابنها، إذ تبدأ في استشارته في معظم الأمور كما يقوم بنفس الأمر معها ويتطور هذا الأمر لارتباط يصعب التخلص منه رغم مرور السنوات.
طريقة التعامل المثالية
وعن أفضل طريقة للتعامل مع هذه النوعية من الأزواج يقول كوب- فيشمان لمجلة “بريغيته”، إن الزوجة التي تلاحظ أن زوجها يزور والدته كل يومين يمكنها بهدوء أن تقترح أن تصبح الزيارة أسبوعية. وغالبا ما يقابل هذا الاقتراح باستياء من قبل الزوج وهنا يمكن للزوجة طرح فكرة أهميتها كزوجة في حياة الرجل دون التقليل من أهمية الأم.
وغالبا ما تلاحظ الأم الارتباط المرضي للزوج بوالدته عندما تقوم بزيارتها معه، إذ تتحول الزوجة لشخصية غير مهمة على الإطلاق بمجرد دخول بيت الأم. وعادة ما يتسبب هذا الموقف في توتر الزوجة ويؤدي إلى انفجارها بعد الزيارة لتبدأ رحلة الخلافات.
وفي حال اكتشاف هذه الصفة في الرجل قبل الارتباط، ينصح الخبير بمواجهته بالأمر وبما يزعج الزوجة. ويحذر الخبير من اعتقاد المرأة بأنها ستغير هذه الصفة في الرجل بعد الزواج بسهولة. وهناك طريقة عملية للتعامل مع هذا النوع من الرجال، لإجباره على اتباع نظام معين، كأن ترفض الزوجة غسل ملابس الزوج حال لم يضعها في المكان المخصص للملابس المتسخة. ويمكن أن يؤدي هذا التصرف إلى تدريب الزوج على أداء مهامه في المنزل دون انتظار الزوجة التي تقوم بكل شيء من أجله كما كانت تفعل الأم.