آراء أخرىعاجل

كريم عبد السلام يكتب..الانتقام لدماء الشهداء لم يتأخر

الانتقام لدماء شهداء دير الأنبا صموئيل بالمنيا لم يتأخر، بل جاء بعد أقل من 48 ساعة من وقوع الجريمة الخسيسة، ونجحت جهود الأجهزة الأمنية فى تتبع المجرمين بمحيط الحادث، وقتل 19 مجرما ممن شاركوا فى الاعتداء على زوار الدير، كانوا مختبئين فى أحد الأوكار بالظهير الصحراوى الغربى لمحافظة المنيا، الأمر الذى يوصل رسائل عديدة إلى الجهات الداعمة للتطرف والإرهاب فى بلدنا، أولها: لا مكان لكم عندنا.
 
 
هذا الانتقام العاجل من قتلة الأبرياء يؤكد أن الدولة المصرية قادرة على ردع الإرهاب والإرهابيين، وأن يدها الباطشة ستطولهم حال رفعهم السلاح ضد الأبرياء أو استهدفوا المصالح العامة والخاصة، وهنا نشير إلى أن أى دولة فى العالم لا يمكنها منع مائة بالمائة من الحوادث الإرهابية، فلا يمكن التكهن بجنون وانفلات الأشخاص غير المسجلين على قوائم الإرهاب، وحتى الدول الكبرى بأجهزتها الأمنية المتشعبة وإمكاناتها الفائقة لا يمكنها أن تدعى ردع الإرهاب بنسبة مائة بالمائة، وتذكروا كيف نجح أحد المهووسين فى قتل عدد كبير من اليهود أثناء صلاتهم فى معبدهم بالولايات المتحدة، كما تذكروا كيف تعرضت بريطانيا لمجموعة حوادث إرهابية متتالية فى مدى زمنى لا يتجاوز ثلاثة أشهر، والأمر نفسه فى فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية.
 
نقول ذلك ردا على تبنى البعض للمقولات المرسلة والعبارات التحريضية المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعى، التى تشكك فى الجهود الأمنية خلال السنوات الماضية، والتى نجحت بالفعل فى القضاء على النسبة الغالبة من خلايا الإرهاب وذيوله فى مصر من شمال سيناء إلى المنطقة الغربية وصولا إلى مدقات الحدود الجنوبية، فبلدنا كان مستهدفا من جميع الجهات بخلايا الإرهاب، كما أنشأ الإخوان خلال العام الذى حكموا فيه أكبر قاعدة لخلايا الإرهاب الكامن فى عموم محافظات مصر وأمدوهم بالسلاح والمتفجرات.
 
وخلال السنوات الأربع الماضية، شهدنا استعادة الأمن فى كافة محافظات مصر، وتراجع معدلات الجريمة وضبط الحدود بالتزامن مع توجيه ضربات عنيفة واستباقية للخلايا الإرهابية الكامنة، ولم يعد بمقدور الجماعات الإرهابية إلا التعبير عن يأسها وعجزها باستهداف الأبرياء العزل على طريق سريع، أو فى دور العبادة، من مسجد الروضة إلى دير الأنبا صموئيل.
 
ومن هنا لا بد أن يستقر فى وعى أهالينا من مطروح إلى شلاتين وتوشكى أن التعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية بالمواجهة المباشرة مع فلول الإرهابيين فرض عين، كلنا فدائيون يمكن أن نحمل السلاح فى مواجهة أعداء البلد لو تطلب الأمر، ولنا فى أهالينا بالصعيد الأسوة الحسنة، فقد استطاع الأهالى بالتعاون مع الشرطة القضاء على موجة الإرهاب فى التسعينيات من القرن الماضى بحكم معرفتهم ببعضهم البعض ومعرفة أماكن اختباء ووسائل إمداد هؤلاء الأعداء بما يحتاجونه من سلاح ومؤن.
 
وكما حدث فى الصعيد من توحد بين الأهالى والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى فى مواجهة العدو السرطانى الذى يختبئ وسط الأبرياء العزل، لا بد أن تزداد اللحمة بين المدنيين والعسكريين فى كل مكان على أرض مصر، وبحكم طبيعة المنطقة الصحراوية فى شمال سيناء، يعرف رجال القبائل والأسر أسماء المتورطين مع عصابات الإرهاب والتهريب وتجار المخدرات والبشر، وأماكن اختبائهم تحت الأرض والوسائل التى يستخدمونها للحصول على السلاح، وهذه المعلومات وتوفرها باستمرار وفى وقتها المناسب كفيلة بدحر الإرهابيين ومن وراءهم خلال مدى زمنى قصير، كما أنها كفيلة بحماية المدنيين أنفسهم من جرائم الإرهاب الغادر الذى يهددهم.
زر الذهاب إلى الأعلى