ركن الشباب

احترس من «المؤدبين جداً».. وإليك الأسباب.

إذا قابلت شخصاً للمرة الأولى ووجدته يمدح في شخصيتك، ويبالغ في إظهار الاحترام لك، فبالتأكيد سيخطر ببالك بعض الأفكار حوله. هل يحبك كثيراً؟ هل يحاول أن يخبرك بشيء لا تعرفه؟ هل يحتاج منك شيئاً؟

أشار أحد الأبحاث إلى ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع الأشخاص، الذين يفرطون في إبداء الاحترام. فإظهار الاحترام والتعامل الذوقي أو المجاملات شيء جيد، ولكن أن «يداهنك» شخص بلا سبب، فهذه إشارة غير مرحب بها.

النتائج، التي نشرتها جمعية اللسانيات الحاسوبية خلال اجتماعها في بكين عام 2015، تؤكد أن الأشخاص «المفرطين في التأدب» مع الآخرين هم الأكثر خيانة وخداعاً لأصدقائهم وزملائهم من أولئك الذين لا يبدون إلا احتراماً «فاتراً».

اعتمدت الدراسة على لعبة اسمها «الدبلوماسية»، وهي عبارة عن لعبة إستراتيجية يتصرف كل لاعب فيها باعتباره دولة في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. ولا تعتمد اللعبة على النرد أو أوراق اللعب، بل على اللاعبين أن يلجأوا للتفاوض مع بعضهم البعض وتكوين التحالفات؛ حتى تكتمل اللعبة.

ومن الخطط التي تؤهل للفوز في اللعبة أن تتصرف كما لو كنت في صف أحد اللاعبين، ثم تستفيد منه، ثم تخدعه وتهاجم أرضه، كما لو كنت تطعنه في ظهره بعد أن اطمأن لك.

وكان الباحثون يهدفون إلى التعرف على بعض العلامات التي تشير إلى وجود خيانة، وما هي الصفات التي يشارك فيها الخائنون. ووفقاً للمشاهدات، اتضح أن الأشخاص الذين يفرطون في التهذيب وإظهار الاحترام خلال اللعبة كانوا أكثر ميلاً للخيانة من أقرانهم الأقل إظهاراً للاحترام والتقدير.

«المؤدبون جداً» إذن هم الأكثر ميلاً للخيانة والخداع والطعن من الخلف، ولكن هذه النتائج قد لا تنطبق بالضرورة على كل أحد. المهم أن تكون حذراً عن التعامل مع هؤلاء.

وهناك إشارات أخرى يمكن بها أن تعرف ما إذا كان الشخص أمامك صادقاً أم لا؛ فالكذب بطبيعته عمل شاق ويحتاج من الفرد مجهوداً مضاعفاً؛ لأنه يروي شيئاً بينما في حقيقة الأمر ينوي فعل شيء آخر، ويجاهد لإخفاء هذا الشيء.

ومهما كان الفرد ذكياً، فإنه لا يمتلك القدرات العقلية الكاملة التي تؤهله للكذب «دون أن يترك خلفه أثراً».

ومن الطرق المفيدة في التعرف على الشخص المخادع: النظر إلى المشاعر المتضاربة لديه، مثل الاختلاف بين ما يقوله وما يفعله أو بين منطوق الكلام وحركات الجسد. لاحظ مثلاً نبرة الصوت مع تعابير الوجه. نبرة الصوت الحزينة المقترنة بتعابير وجه تدل على الفرح تعتبر من علامات الكذب.

وفيما يخص حركات الجسد التي قد تشير إلى الكذب أيضاً، هناك مثلاً كثرة وضع اليد على الوجه أو التلاعب بالأنف.

إذا أدرت أن تعرف الشخص المخادع، فمن الأفضل أن تطرح عليه الأسئلة ثم لاحظ مدى سرعته في الإجابة. الشخص الكاذب يأخذ وقتاً أطول ليجيب عن السؤال، وقد يتظاهر بعدم فهم السؤال حتى وإن كان بسيطاً.

زر الذهاب إلى الأعلى