أن تكون جميلًا هو حلم مشروع، الظهور بجسد رشيق حق لكل مواطن، خاصة أن ذلك المجال بات متسعًا في الوقت الحالي وكثر أطباءه والعيادات التي تقدم حلم الظهور بجسد جيد لجميع.
لم تكن الأمور بتلك الصورة الوردية، مع اتساع هذا المجال كان هناك الكثير من الضحايا الذين دفعوا أموالهم لإنقاص الوزن فكانت النتيجة نهاية حياتهم.
هالة
هالة امرأة في عقدها الخامس خضعت لعملية جراحية للتخلص من وزنها الزائد، وممارسة حياتها وحركتها بشكل طبيعي بعد إصابتها في حادث أثر على حركتها، وأغرتها إعلانات التخسيس المزيفة، لكن بعد فترة بسيطة لم تتجاوز الشهر فوجئت بتسريب نتيجة التهاب رئوي حاد أدى إلى ترقيع باستمرار لمدة أسبوع ورتق مكان التسريب مع تصريف خارجي للتجويف البريتوني، وتركيب أمبوبة داخل الأمعاء.
وبحسب أهلها فقد أدي ذلك لتحسين الحالة لمدة 3 أسابيع فقط، وبعدها عاد حالها إلى أسوأ مما كان، مما اضطرها إلى تغيير الطبيب وإجراء عملية تنظيف من آثار الدماء والصديد المتراكم في أمعائها، لكن الطبيب أخبرهم أن هناك فتحة أخرى بالبطن لم يتمكنوا من غلقها، وظلت على هذا الوضع إلى أن حل أجلها وحرمت من حياتها نهائيًا.
تهاني رمزي
لم تكن «هالة» هي أولى الضحايا، ففي مايو الماضي تعرضت «تهاني رمزي» لنهاية مأساوية، بعد أن قررت أن تجري عمليات جراحية لخفض وزنها، لكن أنهى الطبيب حياتها بعد أن خضعت لإجراء عملية تدبيس المعدة.
ووفقًا لأهلها فقد أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية بعد خروجها من غرفة العمليات، وتحول وجهها للون الأزرق، وبإبلاغ الطبيب قال أنه سيفحصها بعد 6 أيام من إجراء العملية، أدي ذلك إلى تدهور حالتها الصحية وبقائها على المحاليل الطبية ولم تقوي على الحركة ومن ثم توفت، ليكتشف زوجها إثر الخياطة موضع الجرح الذي تركته العملية كما لو كانت «خياطة لقطعة قماش قديمة» وليس بالليزر كما ادعى الطبيب.
إجراءات حماية
الدكتور ناهد الحسيني، استشاري علاج طبيعي وسمنه بمستشفى الساحل التعليمي، تشير إلى ضرورة عدم إجراء عمليات إنقاص وزن سواء تكميم معدة أو بالون معدة أو جراحة سمنة لمن يقل وزنهم عن 150 كيلو، لأنها تؤثر بالسلب على الكلي، أو تُفقدهم حياتهم، فالسمنة أفضل من إجراء جراحة، فما بعد العمليات الجراحية كوارث تحدث.
وأضافت «الحسيني» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن هناك خطوات يجب أن يتبعها المريض بعد إجراء العملية، فلابد من المتابعة من طبيب تغذية، والأكل على فترات متقاربة حتى يستطيع الجسد اكتساب كمية كبيرة من الفوائد الغذائية، وعدم الاعتماد على النزول السريع حتى لا يفقد المريض حياته.
التأهيل نفسيًا
كما يوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هناك ضرورة لتأهيل المريض نفسيًا قبل إجراء عملية جراحة السمنة، وتوضيح الصورة كاملة للمريض قبل العملية، كي يتجنب حدوث اكتئاب ما بعد العملية بسبب نقص «أملاح المصل» في الجسد والتي تقل بسبب انخفاض نسبة الأكل التي يمتصها الجسم، مما يؤثر على صورة الجسد داخل المخ.