هو الآن تجاوز الأربعين.
يعمل بوظيفة مرموقة.
ويملك من المال الكثير.
رجل تحلم به كل امرأة.
ولكن بمن يحلم هو؟
هذا حال كثير من الرجال في العالم العربي. ولكنهم لا يرغبون في الزواج بعد رغم أنه تتوافر لديهم كل المقومات لتكوين أسرة سعيدة. هؤلاء لا تعيقهم الأسباب المادية لبدء حياة مع شريك. هؤلاء لا ترضيهم امرأة.
كثير من الرجال في هذه الفئة يرون أنهم وصلوا إلى حد الكمال بما يملكونه لذلك يرغبون في امرأة بها كل الصفات التي ليس لديهم أي استعداد للتنازل عن واحدة منها. فهو يريد المرأة الجميلة الذكية الفاتنة المغامرة الجريئة الطيبة الحنون الناجحة. طبعا قد لا تتوافر كل هذه الصفات في امرأة واحدة. وطبعا هو لن يتنازل ولن ترضيه إلا تلك المرأة الخارقة التي قد يكون العثور عليها من المعجزات.
ربما يكون الرجل محقا، فالمرأة في مجتمعاتنا العربية الآن أصبحت إما تعد نفسها لاصطياد الرجل فتبدع في الاهتمام بنفسها ثم تهمل ذلك بمجرد أن تحصل على تأشيرة عش الزوجية. أو أنها تعتبر الرجل نداً لا شريك حياة فتأبى التنازل عن أشياء قد تسعد الطرف الآخر بينما هي تعتبرها إهانة لكبريائها. فيبقى الرجل محاصراً بين امرأة نسيت أنها امرأة في الأساس أو بين أخرى تعتبر الرجل مجرد ضمانة للمستقبل فقط لا غير.
ربما يكون الرجل مخطئاً في هذه النظرة أيضاً لأن الحياة ليست عملية حسابية مضمونة النتائج ولأن المرأة هي انسان يشاركه كل تقلبات الحياة وليس الجانب الوردي منها فقط. فعليه أن يتوقع أنها قد تتغير مثلما يتغير هو وأنها يصيبها الملل مثله تماما وأنها تتحمل المسئولية معه جنباً إلى جنب فلماذا ينتظر منها أشياء قد لا يكون هو قادر على الوفاء بها؟
تلك المعادلة الصعبة لا يحلها إلى خلطة سحرية من الحب والتفاهم والتنازل والتضحية والإيمان والثقة بالطرف الآخر. بغير ذلك لن يستطيع الرجل أن يجد المرأة التي ترضيه. ولن تتمكن المرأة من أن تكون هي الملكة في عين هذا الرجل إلى الأبد ومهما تغيرت الظروف. حينها فقط يسلم الرجل بأن هذه المرأة فعلاً ترضيه.