الجميع اختبر هذا الموقف.. زميل عمل أو صديق أو أحد أفراد العائلة يتحدث بحماسة بالغة عن أمر ما لا يهمنا على الإطلاق. الملل يتسلل إلى عقولنا وقلوبنا، وبشكل لا إرادي نفقد التركيز على ما يقوله، وقد نبدو وبكل وضوح بأننا لم نستمع لكلمة واحدة قيلت.
الموقف محرج للطرفين. فالشخص الذي يتحدث بطبيعة الحال سيشعر بالإهانة ولنا؛ لأننا قمنا وبشكل غير متعمد بإهانته وبخرق أول قاعدة لأصول المحادثة. التركيز على ما يقوله الآخر.
لكن لحسن الحظ هناك الكثير من التقنيات التي تجعلك تبدو مهتماً وحتى منخرطاً في محادثة لا تثير الحد الأدنى من اهتمامك.
تقليد لغة جسدهم
يميل البشر إلى تقليد لغة جسد الآخرين الذين يملكون روابط معهم. الروابط هذه تتراوح بين الحب والصداقة وحتى الاحترام. لذلك تقليد لغة جسدهم ستجعلك تبدو، وكأنك مهتم جداً بما يقوله. فإن كان يضع رجلاً فوق الأخرى قم بذلك، فبهذه الطريقة تقوم «بخداعه» ليظن أنك تتفاعل مع حديثه.
التنويع في نبرة الصوت
التنويع بين نبرات الصوت المرتفعة والمنخفضة من مؤشرات الروابط العاطفية مع الآخرين. لذلك حين يحين دورك للحديث حاول التنويع بين النبرات المرتفعة والمنخفضة؛ لأن ذلك سيجعله يظن أنك تتفاعل وبشدة مع ما يقوله. النبرة الواحدة دليل على الملل؛ لذلك لا تعتمدها.
هفوات الأذكياء.. هكذا يفسدون نجاحهم ويدمرون مستقبلهم !
اضحك معهم
بشكل عام نضحك مع الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة عاطفية أو علاقة صداقة أو أي نوع من مشاعر الود والمحبة. فحتى لو كان حس الفكاهة لديهم شبه معدوم لكننا نضحك معهم؛ لأننا نحبهم. لذلك حين يلقي الآخر دعابة حاول أن تضحك معه حتى ولو كانت سمجة بشكل يفوق الوصف.
التواصل البصري
انعدام التواصل البصري رسالة واضحة لا مجال لسوء تفسيرها، ومفادها «لا يهمني إطلاقاً ما تقوله». لذلك خلال حديثه حاول المحافظة على التواصل البصري قدر الإمكان، لكن لا تبالغ بالأمر؛ كي لا يبدو الأمر مصطنعاً.
فكر بأمر يسعدك
عندما نشعر بالسعادة أو حين يثار فضولنا حول أمر ما يهمنا فإن بؤبؤ العين يتسع. صحيح أن الآخر قد لا يملك هذه المعلومة لكن النتيجة النهائية تكون ملامح تؤكد للآخر أنه مهتم بما يقوله. لذلك فكر بأمر ما يسعدك حينها ستكون قد قمت بشكل متعمد بجعل البؤبؤ يتسع.
الأسئلة المفتوحة أو التفاصيل
انتهى من حديثه وحان دورك لكنك غير مهتم بسؤاله عن أي مما قاله؛ لأن المحادثة برمتها لا تثير فضولك. بطبيعة الحال لا يمكنك الصمت وتجاهل الأمر بل عليك الرد على ما قاله. الأسلوب المثالي هو طرح سؤال تطلب فيه التفاصيل، أو طرح الأسئلة المفتوحة التي تجعله من خلالها يشعر بأنه مهتم كما أنك توفر على نفسك عناء طرح أسئلة إضافية أخرى. سؤال مثل «كيف جعلتك التجربة تشعر؟» مثالي؛ لأنه يسأل عن مشاعره، وهذه نقطة لصالحك، كما أنه يفتح أمامه المجال للاستفاضة.
إيماء الرأس
قم بإيماء رأسك بين حين وآخر خلال حديثه، فهذا الأمر يشجعه ويجعله يظن أنك تمنحه اهتمامك كاملاً. الحركة البسيطة هذه لها تأثيرها الكبير على الآخر ليس فقط؛ لأنها تشجعه، بل لأنها تجعله يشعر بالراحة الكاملة للحديث معك.
توقيت مقاطعته
مقاطعة الآخر لطرح فكرة ما أو التعقيب بصوت أو كلمة من الأمور التي تجعلك تبدو، وكأنك مهتم بالفعل بما يقوله. لكن توقيت المقاطعة ونوعيتها هي التي تجعلك تبدو إما مهذباً أو وقحاً. المقاطعة المتكررة تعني أن صبرك يكاد ينفد، وتبديل الموضوع بشكل مفاجئ يعني أنك تبلغه بشكل مباشر بأنه يجعلك تشعر بالملل. مثلاً إن كان يتحدث عن مباراة لكرة القدم أو عن مشكلة ما في عمله وتقوم أنت بمقاطعته وسؤال عن أحوال العائلة فهذا سيحرجه ويجرحه بشكل كبير.
طرف ثالث
في حال كان هذا الخيار متاحاً قم بجر طرف ثالث أو رابع إلى المحادثة حينها ستتمكن من عدم المشاركة أو الانسحاب بشكل مهذب خلال مراحل لاحقة. فمثلاً إن كانت عمتك تحدثك من دون انقطاع عن مهاراتها في الطهي يمكنك وبكل تهذيب التعقيب قائلاً إن والدتك أو زوجتك مثلاً ماهرة جداً في الطهي، وبالتالي دفعها للانخراط في الحديث.
الانسحاب بذكاء
أحياناً مهما حاولت فإن المحادثة لا تصل إلى نهاية ناهيك عن أن صبرك نفد منذ اللحظات الأولى. صحيح أن هذه المقاربة ستترك أثرها السلبي لكن طريقة طرحها هي التي ستحدد حجم الضرر. يمكنك وبكل بساطة النظر إلى ساعتك، والقول «آسف لم أنتبه للوقت كنت منسجماً جداً في الحديث معك، لكن علي أن أقوم بالأمر الفلاني». ولا تنس أن تكون جملتك الوداعية تعبيراً عن سعادتك بالحديث معه أو معها.