أعلنت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، رسميًا إطلاق حملة “لأني رجل” بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والسفارة السويدية بالقاهرة، للتأكيد على دور الرجل المحوري في تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وقالت الدكتورة مايا مرسي، في كلمة لها في الاحتفالية التي شهدت أيضا الإعلان عن نتائج الدراسة الاستقصائية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في مصر، إن الرجل الحقيقي يحمل صفات المروءة والمشاركة والاحتواء والمسئولية، فالرجل هو السند والشريك للمرأة، وإن كان بعض الرجال يسيئون فهم الرجولة ويروا فيها تحكمًا وانتقاصًا من المرأة وحرمانها من حقوقها.
وأعربت عن شكرها للشخصيات العامة من الرجال ممن دعم الحملة حتى الآن، ومنهم اللاعب العالمي محمد صلاح والإعلاميان أسامة كمال وخالد حبيب والفنان ظافر العابدين، وعبرت عن أملها في الوصول إلى مائة شخصية من الرجال المؤيدين للحملة بحلول مارس ٢٠١٨.
ونوهت بالقانون الذي أصدره البرلمان المصري قبل 3 أيام الذي يجرم الحرمان من الميراث الذي تعاني منه بعض السيدات في مصر.
ومن جانبها، أكدت ايزابيلا ايريكسون مستشارة السفارة السويدية بالقاهرة دعم حكومة بلادها لهذه الحملة لتحقيق المساواة بين الجنسين، داعية إلى العمل مع الرجال والشباب والجهات المعنية لتفعيل التوصيات التي خرجت بها الدراسة وصولًا إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.
ومن ناحيتها، قالت بليرتا اليكو ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن الدراسة توجهنا إلى العمل معًا لحل المشكلات التي لا تمس المرأة فقط بل تمس الرجل أيضًا، لافتة إلى أن العام الحالي كان ناجحا بالنسبة للمرأة في مصر بفضل المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتمكين المرأة ودعم التنمية المستدامة في مصر، وأشادت بتوفير الحكومة المصرية لميزانية خاصة لتحقيق المساواة بين الجنسين وإسماع صوت المرأة في مصر كشريك أساسي في مسيرة التنمية.
وخلال عرضها لنتائج الدراسة الاستقصائية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في مصر، أشارت الدكتورة فاطمة الزناتي الأستاذ بجامعة القاهرة إلى أن ثلثي الرجال الذين شملتهم الدراسة قالوا إن تعليم البنات مهم بنفس قدر أهمية تعليم الأولاد لكن زواج البنات أهم من عملهن، كما أن ثلاثة أرباع النساء يردن الحصول على حقهن في العمل لكنهن يرون أنه إذا كانت فرص العمل محدودة فالأولوية للرجال.
وأضافت أن الدراسة تظهر أن الرجال يعترفون بقدرات المرأة في العمل، القيادة لكنهم لا يرحبون بمشاركة النساء في الحياة السياسية، كما أظهرت الدراسة أن الرجال يعرفون القوانين الداعمة لحقوق المرأة أكثر من النساء أنفسهن، وحسب الدراسة، فإن ثلاثة أرباع الرجال المتزوجين قالوا إن قرار زواجهم كان نابعًا منهم، بينما قالت ٩٠% من السيدات إن قرار زواجهن كان نابعًا من الأسرة لا سيما الأب.
ولفتت الدكتورة فاطمة الزناتي إلى أن الدراسة ذكرت أن عمل المرأة يؤدي إلى زيادة مشاركة الرجل في الأعباء المنزلية، كما أظهرت الدراسة أن الرجال المقيمين في الحضر والرجال الأكثر ثراءً أقل ممارسة للعنف ضد المرأة، كما أن الشباب الأصغر سنا كانت لهم مواقف أكثر تشددًا، بينما الرجال الأكبر كانوا أكثر إيمانا بالمساواة بين الجنسين.
من جانبها، قالت الدكتورة هدى رشاد مدير مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الدراسة تشير إلى أن هناك اتفاقا على الحق في المساواة بين الجنسين، لكن هناك اختلافا في الأدوار التي يؤديها كل من الرجل والمرأة، داعية إلى استخدام المفاهيم الدينية والتراث لتكريس المساواة بين الجنسين في المجتمع.
وقالت الدكتورة رشا أبو العزم منسق البرنامج بهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، إن المبادرات الخاصة بالمرأة أصبحت تنظر إلى الرجل على أنه شريك وليس ندا لها وتبرز النماذج الإيجابية للرجال الداعمين للمرأة، داعية إلى وضع سياسات وطرح قوانين تساند دور الرجل في دعم المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين وتغيير الفكر السائد في المجتمع تدريجيًا.
وأشارت مها راتب مسئولة الإعلام بهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر إلى تزايد أعداد الداعمين للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، مما خلق حالة من الحوار المجتمعي المثمر الذي يصب لصالح مزيد من المساواة بين الجنسين ودعم دور المرأة في المجتمع.