أصبح حل بعض المشاكل الزوجية أمرًا معقدًا؛ خاصةً في ظل متغيرات الحياة حاليًا؛ وتعاني المجتمعات العربية والسعودية بوجه خاص من ارتفاع نسب الطلاق بمعدلات صادمة، حيث كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية في المملكة عن وقوع حالة طلاق كل 10 دقائق.
وتنحصر المشاكل الزوجية التي يعاني منها المجتمع السعودي في التسلط، واختلاف الطباع، الإهانة، والغيرة والشك وغيرها من المشاكل التي يجب التصدي لها عبر تقديم دورات تدريبية وإرشادية للشباب والشابات المقبلين على الزواج.
ويتطلب التعامل مع المشاكل الزوجية صبرًا وحكمة، إضافةً إلى اتخاذ قرارات تعاونية مشتركة لتفادي تفاقم صغائر الأمور، ولتمر الأزمات بسلام من دون أن تؤثر سلبًا على شركاء الحياة وعلاقتهم القوية التي يسودها الحب والاحترام.
أكثر المشاكل الزوجية شيوعًا
وتنحصر المشاكل الزوجية في مجتمعاتنا العربية في السنوات الخمسة الأخيرة في النقاط التالية:
– اختلاف طباع الزوجين وعدم قدرتهما على إيجاد نقطة تفاهم مشتركة.
– الغضب العارم والعصبية من أشهر مسببات المشاكل الزوجية، إضافة إلى كونهما سببًا رئيسًا في انعدام الشعور بالأمان.
– التدخل المبالغ فيه من قبل أفراد العائلة سواء كانت عائلة الزوج أو الزوجة؛ وبالرغم من أن نوايا التدخل في حياة الزوجين تكون معظمها حسنة؛ فإنها تتسبب في إحداث العديد من المشاكل الزوجية؛ خاصة في حالة سكن الزوجين في منزل الأسرة، وعدم قدرتهما على الاستقلال بحياتهما.
– الأنانية بجميع أشكالها بداية من المبالغة في الاهتمام بالذات وإهمال الطرف الآخر، ووصولًا إلى اتخاذ القرارات المصيرية بشكل منفرد؛ لمجرد أنك تعتقد على حق دائمًا ولا تحتاج إلى رأي شريكك.
– عدم قدرة أحد الطرفين على تحمل مسئولية الزواج وتأسيس أسرة والاعتناء بالأطفال.
– عادةً ما تكون الغيرة دليلًا على الحب، ولكن في بعض الأحيان قد تتسبب في مشاكل زوجية عدة وخلافات لا تنتهي.
– قد تسبب الحالة المادية في بداية الزواج مشاكل كثيرة؛ خاصةً عند اعتياد أحد الطرفين الإنفاق بشكل مبالغ فيه؛ مما يؤدي في النهاية إلى اللجوء للاقتراض لسداد النفقات.
– قلة الاهتمام بالشريك، والانشغال بتحقيق الذات، إضافةً إلى عدم الاستماع إلى مشاكل الطرف الآخر، والاهتمام بالعمل أو الأصدقاء؛ الأمر الذي يتسبب في النهاية بحالة فتور بين الطرفين.
– الشعور بعدم الأمان والذي ينتج عن عدم التزام أحد الطرفين بوعوده، أو تكرار الكذب، أو تعمد إخفاء تفاصيل حياته عن الطرف الآخر.
– قلة الاحترام وتعمد الإهانة أمام الأهل والأقارب بكلمات جارحة.
– تأخير الإنجاب لفترة تزيد على عام؛ تتسبب في إحداث العديد من المشاكل الزوجية، خاصةً مع تكرار السؤال عن المولود المنتظر من قبل أفراد الأسرتين، مما يتسبب في مزيدٍ من التوتر والضغط النفسي على الزوجين.
– تلعب العلاقة الحميمية دورًا محوريًا في إحداث العديد من المشاكل الزوجية؛ خاصة عندما تنعدم الألفة الجنسية بين الزوجين ليفر أحدهما بعيدًا عن الآخر.
كيف تتفادى المشاكل الزوجية؟
يجب على كلا الطرفين استخدام ذكائهما في تفادي الوقوع في المشاكل الزوجية، والحفاظ على الرابط المقدس بينهما؛ وللاستمتاع بحياة زوجية سعيدة؛ إليك بعض النقاط السريعة التي تساعدك على تفادي الوقوع في فخ المشاكل الزوجية:
– الاهتمام بالشريك، فلا مانع من مشاركته رياضته المفضلة أو الحرص على مفاجأته بهدية عابرة من دون سبب.
– الحفاظ على أسرار منزل الزوجية وعدم إفشائها لأي من الأقارب أو الأصدقاء؛ تفاديًا لتدخل الآخرين بشكل غير مباشر في حياتكما الخاصة.
– تجنب العناد والتمسك بالرأي ومحاولة التمتع بالقليل من المرونة أثناء التعامل مع شريك الحياة.
– البُعد عن الرتابة والملل وخلق جو أسري مليء بالمرح والدعابة والطاقة الإيجابية.
– اختيار الوقت المناسب للنقاش والحديث عن حياتكم ومستقبلكم.
– العصبية والصوت المرتفع من مسببات التوتر والمشاكل؛ لذلك احرص على النقاش بهدوء ونضج وابتعد قدر الإمكان عن مسببات الشجار وتغافل عن صغائر الأمور.
– احذر من مقارنة شريك الحياة بالآخرين؛ لأنك تتسبب في إهانته وانعدام إحساسه بالأمان دون أن تشعر.
– إظهار التقدير والاحترام للطرف الآخر مما يساهم في تعزيز علاقتكما معًا والوصول إلى مرحلة الشعور الرضاء.
نصائح لحل المشاكل الزوجية
قد تتسبب العصبية واختلاف الطباع والعادات في خلق العديد من المشاكل الزوجية، إلا أن خبراء العلاقات الزوجية قاموا بتقديم مجموعة من النصائح الذهبية السريعة لحياة زوجية أفضل خالية من المشاكل إليك بعضها:
– احذر من الرجوع لمشاكل الماضي وناقش شريك حياتك في مشكلتك الحالية وحاول أن تجد حلولًا وسطية مُرضية لكليكما.
– ناقش شريك الحياة في أسباب المشكلة عوضًا عن اللوم والعتاب الذي لا يتسبب سوى في تفاقم الأمر وإحداث حالة من التوتر والغضب.
– ابتعد عن الهجوم والتحفز للطرف الآخر وحاول بقدر المستطاع الاستماع إليه واحتواء غضبه.
– لا تدفن رأسك في الرمال كما يفعل النعام، واحذر من التراكمات النفسية التي تنتج عن الصمت وتجاهل المشاكل الزوجية واسعَ لحل مشاكلك بمشاركة شريك الحياة والوصول حلول وسطية ترضي جميع الأطراف.