” الجنس والخيال ” يعتقد البعض أن هذه الكلمات بعيدة كل البعد عن بعضها، لكن فى الواقع فإنها وثيقة الصلة ببعضها تماماً، فوفقاً للكثير من الدراسات العلمية فان الخيال يتحكم بالكثير من الانطباعات عن العلاقات الجنسية، وهى مشكلة أخرى تناولها الطب النفسى فى أكثر من سياق، حول التوقعات التى يكونها خيال الطرفين عن العلاقة الجنسية، والتى غالباً ما تصطدم بواقع مختلف، مما يسبب مجموعة من الآثار النفسية التى قد تصل بالطرفين بالملل والإحباط، وذلك نتيجة لجموح خيال أحد الطرفين، أو ضعف خيال الأخر، إلى جانب أن التفاوت فى نسب الخيال بين زوجين قد يفسد العلاقة أو يخضعها لجانب من التشويه.
الدكتورة “تغريد صالح” استشارى الطب النفسى والعلاقات الزوجية، تحدثت لليوم السابع عن ارتباط الخيال بالعلاقة الحميمة بين الزوجين، وشرحت آثار جموح الخيال بشكل مبالغ فيه على هذه العلاقة فى عالم الواقع، كما حللت “صالح” التفاوت فى عناصر الخيال وكيف يمكن لذلك التفاوت أن يؤثر على القرب والارتباط بين الطرفين فى العلاقة الحميمة، وقالت “تغريد” فى بداية حديثها “ان عنصر الخيال بين الطرفين فى العلاقات الحميمة يعتبر سلاح ذو حدين، إما يساهم فى اشتعال العلاقة بين الطرفين، أو إفسادها بالكامل”.
متى يرضى الخيال أصحابه فى العلاقة الجنسية ؟
أشارت ” تغريد” إلى إدمان الخيال أو التخيل أثناء ممارسة العلاقة الزوجية فالبعض يسترجع بذاكرته مشاهد جنسية سابقة له كانت مرضية بالنسبة لرغباته ويستحضرها ليصل إلى قمة نشوته أثناء العلاقة.
مضيفة “: والبعض الأخر يستبدل بواسطة الخيال شريكه فى العلاقة بشخص أخر يحلم أن يلقاه جنسياً فى الواقع فيستحضره فى الخيال حتى يتمتع بهذا الاتصال وهنا إما ينجح فى استحضار هذا الشخص أو الذكرى أو حتى استحضار مشهد يتردد على باله، حتى يصبح هذا المشهد تدريجياً هو الطريق لوصوله للرضا أثناء العلاقة الحميمة، مما يزيد من ارتفاع احباطه نحو العلاقة الحقيقية، فتزيد لديه بالضرورة نسبة الرفض والملل.
متى يتحول الخيال إلى كابوس يفسد العلاقات الجنسية؟
وتتابع “تغريد” : ولكن فى مثل هذه الحالات التخيلية حتى بعد نجاحها مرة بعد الأخرى، يحدث بها الاتصال الجنسى البعيد عن الواقع، وبعد فترة يأتى اليوم الذى يفشل المشهد الذى يستحضره الشخص، أو يفشل خياله فى تحقيق النشوة، وهنا يصطدم بالواقع الذى لا يجد به نفسه على الإطلاق مما يصعد الأزمة وتخرج المشكلة من فراش الزوجية لتلقى بظلالها على المشاكل اليومية فى الحياة العادية وتؤثر على العلاقة سلباً بشكل عام وقد تكون سبباً فى الانفصال.
وتنهى تغريد حديثها قائلة : يجب أن نبتعد من البداية عن الخيال المبالغ فيه لأن مهما طالت مدة إنجاحه للعلاقة سيأتى اليوم الذى ينتهى فيه تأثيره، ويجب أن نتعرف جيداً على قدرات الشخص الذى أمامنا ونحاول أن نجدد من شكل العلاقة حتى لا نصيب بالملل وحسب، والحل الأكثر قرباً للصحة هو توظيف هذا الخيال ليكون مشتركاً بين الطرفين بشكل يسمح بإضافة التجديد والبريق على العلاقة الحميمة بين الزوجين.