عندما يبحث الرجل عن زوجة له فإن يختار تلك التي تصغره سناً، فهذه هي المقاربة المقبولة إجتماعياً والمتعارف عليها في كل المجتمعات.. أي أن تصغره المرأة سناً.
الهوة في متوسط السن بين الرجل والمرأة قد تختلف، فقد يكبرها بعام أو عامين وقد تكون أوسع بحيث يكبرها بخمس أو عشر سنوات.
الفارق في السن وحين يصل لحدود العشر سنوات وأكثر يمكنه أن يؤثر على العلاقة بطرق مختلفة. لذلك إن كنت تنتمي لهذه الفئة فهذا ما ينتظرك.
الرضا في البداية.. عدم الرضى الكلي لاحقاً
أي ثنائي يرتبط رغم فارق السن الكبير والذي يتراوح بين ١٠ سنوات وأكثر سيختبر مرحلة من الرضا عند بداية العلاقة ثم ستتحول الى عدم الرضا الكلي لاحقاً.
في دراسة أجرتها جامعة كولورادو تبين بأن هذه الفئة، أي الذين يتزوجون بفارق كبير في السن، عند بداية الزواج يختبرون مشاعر رضا أضعاف ما يختبرها الذين يكون الفارق العمري بينهما قليل ولكنه يتلاشى وبشكل سريع ويحل محل عدم الرضا الكلي.
في دراسة أخرى استمرت لثلاثة عشر عاماً في أستراليا تم التوصل الى النتيجة نفسها ولكن كان هناك تفصيل هام جداً هو أن الرجل الذي يكبر زوجته سناً يشعر بالرضا لفترة أطول ولكنها في المقابل تخسر هذا الشعور بشكل سريع جداً. أي بإختصار حجم الرضا سيتلاشى عند الطرفين وما يختلف هو سرعة تلاشيه.
أقل مرونة مع المشاكل المالية
للغرابة فإن فارق السن الذي يصل لحدود العشر سنوات سيجعلك كزوج أقل مرونة في التعامل مع المشاكل المالية. المشكلة هنا أن فارق السن بينكما يجعلكما تتجاوبان بشكل سلبي مع أي مشكلة مادية وبالتالي تأثيرها على حياتكما الزوجية أكثر سلبية مقارنة بالأزواج الذين لا يتجاوز فارق السن بينهما الخمس سنوات.
وفق الخبراء السبب هنا يرتبط بان الفارق بالسن يجعل الثنائي أقل تناغماً عندما يتعلق الامر بإتخاذ القرارات وبالتالي التأثير هو على الطرفين ما يضع العلاقة أمام ضغوطات أكبر وأكثر جدية من المعتاد.
الأذواق المشتركة ستصبح أكثر تأثيراً
التشابه بشكل عام يمكنه أن يتنبأ بحجم الرضا المستقبلي في العلاقات وعند الذين يملكون فارقاً يصل لحدود العشر سنوات فإن هذه النقطة تصبح هامة للغاية ومؤثرة بشكل كبير. إن لم يكن هناك الكثير من الإهتمامات المشتركة أو الاذواق المشتركة فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على مجموعة من الأمور منها القرارات المتخذة والية إنفاق الاموال، ما يعيدنا الى النقطة أعلاه. والمشكلة هنا هو أنه كلما تقدما «معاً» بالسن كلما ذهب الى شخص في إتجاه مغاير ومختلف كلياً في حال لم تكن الأذواق مشتركة منذ البداية.
العقبات «الطبيعية» ستصبح مشكلة كبيرة
في جميع الزيجات الثنائي يواجه مشاكل مالية، صدمات، خيبات أمل، وأزمات منتصف العمر عند الطرفين.. عادة هذه تأثيرها سلبي على أي علاقة. ولكن حين يكون الفارق السني كبير فأن تأثيرها مضاعف. الزيجات التي يكون الفارق السني فيها طبيعي يمكنها أن «تعمر» لست سنوات أكثر من الزيجات التي يكون الفارق بالسن فيها عشر سنوات واكثر. كل مشكلة مهما كان نوعها ستصبح بشكل وبآخر بسبب فارق السن بينكما.. وهكذا سيتم تحميل هذا الواقع اكثر مما يمكنه الاحتمال وبالتالي سينهار عاجلاً أم آجلاً .
كلما مرت السنوات كلما إختلف كل شيء
لو افترضنا أنك في الثلاثين من عمرك وهي في العشرين.. الوضع خلال هذه المرحلة سيكون جيداً على كل الأصعدة رغم الاختلافات الجذرية بآلية ونوعية التفكير. ولكن حين تصبح أنت في الخمسين وهي الأربعين من عمرها فالتأثير سيكون أوضح وأكبر والتغييرات الجذرية في مستوى التفكير وحتى الامور البسيطة مثل مستوى النشاط والتفضيلات ستتحول الى مشكلة كبيرة.
هي ما تزال في قمة نشاطها وأنت في مرحلة التراجع، أنت تفكر بآلية مختلفة مع إقترابك للنهاية بينما هي تفكر بمقاربة مختلفة قائمة على مبدأ أن الحياة ما تزال في بدايتها.
الجنس معضلة لا سيطرة لك عليها
البداية ستكون كما هي حال الرضى العاطفي مثالية، فانت مع إمرأة شابة جداً وهي مع رجل ناضج. ولكن لاحقاً ومع تقدمك بالسن ووصولك الى مرحلة التراجع فإن الجنس سيصبح مشكلة كبيرة. الرجل يدخل سن اليأس عند بلوغه الثلاثين من عمره وحينها تبدأ معدلات التستوستيرون بالهبوط بنسبة واحد بالمئة كل عام كما أن المناطق المسؤولة عن الرغبة في عقله تتقلص. وعند دخوله عقده الرابع التغييرات ستكون أوضح لناحية الرغبة أو الأداء أو القوة الجنسية أما العقد الخامس هو مرحلة التراجع الكلي.
في المقابل المرأة مع بلوغها عقدها الثالث تكون معدلات هرموناتها الجنسية مرتفعة جداً. والإتفاع هذا يستمر في عقدها الرابع، اما في العقد الخامس ورغم تراجع نشاطها ولكنها ستستمر في حالة النشاط الجنسي. وبما أن الفارق العمري هو عشر سنوات أو أكثر فالرجل هنا هو في مرحلة تراجع الاداء والرغبة. المشكلة ستتفاقم لانه كلما دخل هو مرحلة «الخمول» الجنسي والضعف كلما كانت هي في ذروة حياتها الجنسية.