ركن الشباب

هل توقفت عن سماع موسيقى جديدة بعد الثلاثين؟.. إليك التفسير العلمي

كثير منّا لا يستطيع عقله أن يدرك سنة الحياة، وأننا جميعًا سنكبر في السن ولن نعيش صغارًا دائمًا متطلعين ومواكبين للموضة في كافة مجالاتها، بل إننا سيأتي علينا وقت نجد أنفسنا تتذمر من عدم فهم أحدث الكلمات العامية وتطلب من الشباب أن يفسرها.

لن يقف الأمر على عدم سعيك لاكتشاف كلمات أو نمط ملابس جديد، بل أثبتت دراسة إقصائية أن الأشخاص يتوقفون عن اكتشاف موسيقى أو أغان جديدة عند الوصول لسن الثلاثين.

استطلعت خدمة بث الموسيقى 1000 شخصية بريطانية حول تفضيلات الموسيقى وعادات الاستماع، ولقد أفاد 60٪ إلي عدم سماعهم لأغان جديدة بل إنهم يستمعون إلى الأغاني نفسها مراراً وتكراراً، بينما قال أكثر من ربعهم إنهم لن يجربوا على الأرجح الأغاني الجديدة من خارج الأنواع المفضلة لديهم.

مضايقات على الهواء.. هؤلاء المذيعون تعرضوا لتحرش جنسي في مونديال روسيا!

كما تشير النتائج إلى أن ذروة العمر لاكتشاف الموسيقى الجديدة كانت 24، وذلك عندما قال 75٪ من المستجيبين إنهم استمعوا إلى 10 أغاني جديدة أو أكثر أسبوعيًا، وأنه ومع بداية العام الثلاثين فإنهم يقللون أو يمتنعون عن اكتشاف موسيقى وأغان جديدة.

ولقد أرجعت تلك الدراسات النتائج إلى تشتت تركيز الفرد ذي الثلاثين، بين الكثير من نواحي الحياة، حيث يختل سعي الفرد للتفكير في الاختيار المتاح 19% من التركيز، و16% في وظيفته، و11% في رعاية الأطفال، ولكن قال ما يقرب من نصف المستجيبين إنهم يتمنون أن يكون لديهم المزيد من الوقت لتكريسهم لاكتشاف موسيقى جديدة، وذلك على الأقل لأن 47٪ لم يكن بسبب عدم الاهتمام، بل لعدم امتلاكهم وقت فراغ كافياً.

كما أثبتت الدراسات أنه إذا كنت في أوائل مراهقتك عندما تم إصدار أغنية لأول مرة، فستكون الأكثر شعبية بين مجموعتك العمرية بعد عقد من الزمن. على سبيل المثال، أغنية “الملاك البريء” للفنان عمرو دياب هي أغنية شعبية للغاية لدى الرجال الذين يبلغون من العمر 38 عامًا، ولكنها لن تصل حتى إلى أعلى 300 أغنية لأولائك الذين ولدوا قبل عشر أعوام أو أكثر رغم روعة الأغنية، والسبب هو أن الرجال الذين بلغوا سن الثامنة والثلاثين كانوا في تلك البقعة الموسيقية عندما تم إصدار الأغنية عام 1998.

شاهد| ما الذي حيّر خبراء الآثار داخل المملكة؟

ولماذا يحدث هذا، أظهرت الأبحاث كيف أن أغانينا المفضلة تحفز استجابات المتعة في الدماغ، وتطلق الدوبامين، والسيروتونين، والأوكسيتوسين، والمواد الكيميائية السعيدة الأخرى، وكلما أحببنا أغنية أكثر، تدفق المزيد من هذه المواد الكيميائية عبر أجسامنا، يحدث هذا للجميع، لكن خلال سنوات المراهقة، تمر أدمغتنا بالكثير من التغييرات ونكون هرمونيين وحساسين بشكل لا يصدق، لذلك إذا سمعنا أغنية نحبها حقًا، فمن المرجح أن تبقى معنا إلى الأبد.

السبب الآخر للاستماع إلى الأغاني نفسها مرارًا وتكرارًا يمكن أن يكون بسبب شيء يسمى “مرحلة الترقب”. إذا حصلت على صرخة الرعب عندما تسمع أغنياتك المفضلة، فقد يكون ذلك بسبب الاستجابات الهرمونية، ولكن قد يكون ذلك أيضًا لأنك تعرف أن الجزء الجيد سيظهر.

اضطراب بالنوم وأرق دائم.. هل أنت حقًا «بومة ليل»؟

ولعل هذا يعود بنا إلى سبب حب أصحاب الثلاثينات لنفس موسيقى المراهقة وعدم الرغبة في اكتشاف أغان جديدة، حيث إن ترديد نفس الأغاني التي عاصرناها خلال المراهقة تعيد دماغك إلى نفس الشعور الغارم الذي كنت تشعر به خلال سماعك للموسيقي خلال مرحلة المراهقة بسبب الإفرازات الهرمونية الممتعة.

زر الذهاب إلى الأعلى