قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن العلماء استطاعوا لأول مرة أن يحددوا عملية جزيئية فى المخ تساعد على تقييد الفصام فى الشخصية. وقال الباحثون المشاركون فى تلك الدراسة التاريخية، والتى نشرت نتائجها فى مجلة “الطبيعة” أمس الأربعاء، إنهم اكتشفوا مسارا جينيا جديدا يكشف على الأرجح الخلل العصبى لدى الشباب الذين يتم تشخيص إصابتهم بهذا الاضطراب المدمر.
و وصف ستيفين هايمن، مدير مركز أبحاث الطب النفسى فى معهد برود بمعهد ماسوشستس للتكنولوجيا فى الولايات المتحدة، الدراسة بأنها تمثل لحظة فاصلة مع إمكانية الكشف المبكر لمرض الشيزوفرينيا والعلاج الجديد له، والذى لم يكن متصورا قبل عام واحد فقط، فيما اعتبرها هايمن وهو مدير سابق للمعهد الوطنى الأمريكى للصحة العقلية، الدراسة الأكثر أهمية حول الفصام على الإطلاق. ووجد الباحثون من معهد برود ومكلية الطب جامعة هارفارد ومستشفى الأطفال ببوسطن أن مخاطر إصابة الشخص بالفصام تزداد بشدة إذا ورث متغييرات لجين هام فيما يسمى بعملية “التقليم المتشابك” والتى تعنى، التخفيض الصحى لاتصالات خلايا المخ خلال فترة المراهقة، والتى لم تعد هناك حاجة لها. وبالنسبة لمرضى الفصام، فإن الاختلاف فى مكان واحد فى تسلسل الحمض النووى يصادف الكثير من نقاط الاشتباك العصبى، وتخرج مسألة التقليم عن نطاق السيطرة، فتكون النتيجة خسارة غير طبيعية فى المادة الرمادية، وهى أحد العناصر الأساسية فى النظام العصبى.
و الجينات المسئولة فى هذا المرض تغطى الخلايا العصبية بإشارات تسمى “eat me”، حسبما تقول المشاركة فى الدراسة بيث ستيفينز، عالمة الأعصاب فى معهد بورد.